د.دلال بنت مخلد الحربي
تهتم محطات التلفزيون ببرامج تركز على لقاءات مع المشاهير، ودون شك أن التركيز يهدف إلى إثراء المعلومات، وتقديم نماذج يستهدف من تجربتها المشاهد، وهناك عشرات البرامج المشهورة في العالم التي تقدم من محطات تلفزيون أجنبية كان مقدموها يلتقون بقادة سياسيين ومفكرين وعلماء وشخصيات مؤثرة، ولكن ما نشهده اليوم على الساحة العربية هو وجود برامج حوارية تركز على شخصيات لها دورها ولها محبوها ولكنها ليست ذات وزن علمي أو معرفي، ولا يخرج المشاهد بأي فائدة بلقاء أمثال هؤلاء، إلا إذا كان الهدف هو إضاعة الوقت وإجبار المشاهد على سماع ثرثرة لا يستفاد منها.
مثل هذه البرامج قد ترسخ نماذج في أذهان المشاهدين خاصة من الجيل الجديد لتجعلهم أمثلة وتدفع بهم إلى الواجهة ليكونوا قدوة، وليس هذا المطلوب في المثال والقدوة.
إننا نحتاج إلى العلماء والمفكرين والمثقفين وإلى المساهمين في المجال العلمي بكافة أنماطه، نحتاج إلى الأطباء ليقدموا تجاربهم، نحتاج إلى المهندسين لنستمع إلى آرائهم، ونماذج العلماء في الفيزياء والكيمياء وغيرها.
نحتاج إلى من يعملون في مجالات الفضاء يطلعونا على آخر بحوثهم ومشاريعهم، نحتاج إلى صحافيين مميزين يتحدثون عن تجربتهم، نحتاج إلى رجال أعمال أسهموا في العمل الخيري وقدموا لمجتمعاتهم أعمالاً مفيدة من مثل بناء مستشفيات أو دعم مؤسسات علمية، نحتاج إلى مقابلات مع مبتكرين ومبدعين من الشباب نقف معهم على أحلامهم وآمالهم، نحتاج إلى لقاءات مع سياسيين يتحدثون بتفاصيل أحداث لم نسمعها من قبل.
إن هذه المساحة الكبيرة هي لمن يستحقون ممن يُقابلوا وأعجب أيما عجب كيف يتم تجاوزها إلى آخرين لهم مكانتهم ولكن ليس ممن يقدمون المعرفة أو يمكن أن يكونوا أمثلة ونماذج يقتدي بها.
نحن في زمن العلم والمملكة العربية السعودية والبلاد العربية بشكل عام تحتاج إلى العلماء والمفكرين والمبدعين في مجالات العلم، ومن ثم فإن تركيز اللقاءات على مثل هؤلاء هو المطلوب وهو الغائب عن المشهد المرئي مع الأسف الشديد.
الأمل أن تضع المحطات التلفزيونية في اعتبارها مثل هذا التوجه إن كانت تنوي خدمة مجتمعاتها وأن تكون من المسهمين في ارتقائه.