د.عبدالعزيز الجار الله
الحديدة من أكبر المدن وهي الميناء الرئيس لليمن على البحر الأحمر، والتي بدأ الجيش اليمني الوطني وقوات التحالف بحصار الحديدة وتضييق الحصار على الحوثي والجيش الانقلابي والقوات المتعاونة معه، فأصبحت في أوضاع الحرب هي مفتاح الساحل الغربي للسعودية واليمن، وهي التي كانت عصية على التحالف العربي منذ مارس 2015م، أيضاً هي مستودع الحوثي وإيران حيث تحولت إلى مستودع ضخم للأسلحة وجميع عمليات التهريب تغذي صنعاء العاصمة وتعز وصعدة والضلع الغربي لليمن بكل المؤن والأسلحة ومرتزقة الحرب.
ترتبط الحديدة بيئياً وأمنياً وجغرافياً بمدن وشواطئ السعودية على البحر الأحمر، لأنها تشكل الامتداد الجنوبي للبحر الأحمر والمدن الساحلية على الساحل الغربي، ولا يمكن السيطرة الأمنية أو سقوط صعدة وصنعاء وتعز دون دخول قوات الجيش الوطني وتحرير الحديدة، ولن تبقى المدن السعودية آمنة، ولا الساحل الغربي السعودي في أمان دون طرد الحوثي من الحديدة وعودتها للرئاسة الوطنية باليمن، ستبقى المدن والسواحل السعودية على البحر الأحمر غير آمنة وهي: الموسم، فرسان، جازان، البرك، القنفذة، المظيلف، الليث، جدة، رابغ، ينبع، أملج، الوجه، ضبا، شرمة، حقل، الخريبة. في ظل الحديدة مدينة تهريب وأسلحة، فرغم أن طول الساحل اليمني على البحر الأحمر حوالي 600 كيلومتر، في حين الساحل السعودي حوالي 2600 كيلومتر، لن يبقى الساحل الغربي في مأمن حتى تحرير الحديدة من العصابات الحوثية وإيران لأنها بؤرة للأسلحة والمرتزقة المحاربين.
كل الساحل الغربي السعودي لن يكون آمناً ومستقراً والحديدة غارقة بالميليشيات الحوثية، والمستشارين الإيرانيين ومرتزقة حزب الله والدعم الذي تتحصل عليه قوة الحوثي من أنصارها من قبائل الداخل، فقد كانت قضية الحديدة من أولويات حسم قوات التحالف العربي لكن ظروف الحرب تطلبت التركيز في الوسط، وعلى طول الحد الجنوبي السعودي، والهامش الحدودي داخل اليمن، وجنوب اليمن وسواحله على بحر العرب وخليج عدن حتى حان الوقت لمحاصرة الحديدة من جميع جهاتها، وتحريرها أصبح - بإذن الله - خلال هذه الأيام.