«الجزيرة» - حنان العجاجي:
أطلقت قبل عامين دراسيين ( 1436 - 1437) وزارة التعليم نشاطات متنوعة للطلاب والطالبات أثناء الإجازة الصيفية، وفقًا لخمسة اتجاهات تنموية رئيسة (الترفيه، والتوظيف الصيفي، والسياحة، والتطوع، والتقنية)، بأساليب جاذبة ومشوقة، تناسب ميول المتعلم وخصائصه العمرية، وجاء موسوماً بـ»إجازتي» وبإشراف تربويين من منتسبي وزارة التعليم، من خلال التكامل بين مؤسسات التعليم العام والتعليم الجامعي، لإحداث تحول ثقافي واجتماعي ضمن الإطار التنموي للفرد والمجتمع، بالتنسيق مع جميع الجهات ذات العلاقة.
النسخة الثالثة من برنامج إجازتي أوكل التنفيذ الميداني لها لمجموعة من المدارس التي يقع عليها الاختيار في مناطق ومحافظات المملكة كما هو معتاد، ووفق آليات وضوابط محددة لعمل الأندية الصيفية، سبقها دراسة ميدانية عن البرنامج في نسختيه الأولى والثانية للباحثة السعودية نورة بنت سلمان الخالدي، مقدمة إلى قسم السياسات التربوية بكلية التربية في جامعة الملك سعود بالرياض، وكانت الدراسة تحت عنوان (الدور التربوي والاجتماعي للبرنامج الإشرافي «إجازتي» من وجهة نظر المشرفين والمشرفات على البرنامج في مدينة الرياض)، توصلت خلالها إلى إسهام البرنامج في بناء مهارة الثقة بالنفس ومهارة اتخاذ القرار كمهارات شخصية، ودوره في بناء المهارات الرئيسة لمتطلبات سوق العمل، كمهارة التواصل، والمهارات الفكرية والإدراك الحسي، والمهارات المتعلقة بتجنب أخطاء التفكير، وتمثل ذلك في آداب التعامل مع الآخرين والتحدث بثقة ووضوح أمامهم، وتقبل النقد البناء، واحترام الرأي الآخر، وتنمية مهارات الملاحظة الدقيقة والخبرة، ومساعدة الآخرين في تخزين المعلومات وتحليل الكلمات والعبارات بشكل منظم، والمساهمة في البحث عن حلول المشكلات وتجنب الانسياق والتبعية والتعميم، وتقييم الظروف المحيطة بشكل منطقي.
كما كان للبرنامج دور مهم في مساعدة المشاركين في التعرف على التراث الوطني والثقافي، وزيارة المواقع التعليمية والثقافية، وبناء القيم من خلال السياحة الوطنية والدعوة إلى الترابط بين مناطق الوطن من خلال التواصل المباشر. وحقق بناء قيمة التطوع والمسؤولية الاجتماعية من خلال نشر المحبة والروح الإيجابية والمشاركة بالأعمال الوطنية في العمل التطوعي.
وتناولت الدراسة أهم المعوقات التي تحد من تحقيق أهداف البرنامج، من وجهة نظر المشرفين عليه، وكان أبرزها ضعف الإعلان عن البرنامج، وغياب ثقافة النشاطات الصيفية عن الأسر السعودية، وغلبة الاتجاهات التقليدية في تنفيذ فعاليات البرنامج، وضعف المهارات التقنية والتكنولوجية للقائمين على البرامج، وضعف المهارات الفنية والإدارية للمكلفين على البرامج. وأوصت الدراسة بتعزيز أهداف برنامج «إجازتي» وتوسيعه بشكل أكبر، عبر الأندية المختلفة (الجامعية - التخصصية)، ونشر الوعي برؤية 2030 للمتعلم، وتدريب المتعلم بمهارات وبرامج متعددة، ومِن ثَمَّ عقد وظيفة مناسبة مؤقتة بين الطرفين، في المسار الذي تم التدريب عليه، والاهتمام بالمعالم التاريخية والحضارية التي تُعزِّز الاتجاهات الإيجابية للسياحة الوطنية من خلال الإعلام والمدارس، وتكثيف التدريب للقائمين على البرامج الصيفية على المهارات التقنية والتكنولوجية والمهارات الفنية والإدارية، إضافة إلى تحفيز المتعلم على حضور الدورات والبرامج المقامة، والإعلان عن برنامج «إجازتي» بشكل واسع وكبير، وضرورة تطوير البرامج الصيفية وأن تكون مناسبة لاحتياجات الطلاب ومستوياتهم العمرية ومواكبة لتطورات الحياة.