د. صالح بكر الطيار
قبل حوالي عشر سنوات توجه العديد من رجال الأعمال السعوديين والعرب إلى اليمن ضمن خطة للاستثمار في مقومات تمتلكها أرض اليمن وشكل مجلسًا لرجال الأعمال بين البلدين.. وقد تأثرت الاستثمارات التي توقع لها مستقبلاً باهرًا حينها بجملة من الأسباب والعوائق تمثلت في عوائق الاستثمار في الحكومة آنذاك إضافة إلى تعرض العديد من الممتلكات إلى تعديات وكان ذراع القاعدة في اليمن نشطا مما أسهم في تراجع الفكر الاستثماري الذي عانت منه اليمن منذ عقود في ظل سوء التخطيط من قبل حكومة علي عبدالله صالح وكذلك استحواذ فئة من أصحاب النفوذ على مقدرات البلاد وعدم استغلال الموارد الطبيعية والسياحية في الدولة وبعدها توالت الثورات والانتكاسات في ظل تعنت الحكومة السابقة ودخول ميليشيات الحوثي على الخط وهي التي كانت تخطط وتدير الأمور في الخفاء بدعم إيراني ضمن منظومة لتنفيذ أجندات ولاية الفقية في اليمن.. شاهدنا خلال الأيام الماضية انتكاسة وتخبط وفوضى في صفوف ميليشيات الحوثي وسط مؤشرات واضحة لخسائر الرمق الأخير في نظام الحوثي واتباعه.. الأمر الذي ينبئ بهزيمة مكتملة الأركان لهذا النظام الذي خالف كل القوانين والأنظمة الدولية وقام بجرائم حرب داخل اليمن في صفوف المدنيين إضافة إلى تعديه الواضح على الأراضي السعودية من خلال إرسال الصواريخ الباليستية على عدة مدن سعودية على مدى أشهر طويلة.
الرئيس عبد ربه منصور هادي رجل عسكري وتعايش مع ظروف اليمن وتاريخها الذي شهد الوحدة اليمنية والخلافات والثورات والمشكلات والعوائق الاقتصادية وشهد الحرب ما بين قوات التحالف وميلشيات الحوثي وقوات علي عبدالله صالح وكان كل ذلك يصب في إعادة الشرعية إلى اليمن ومنع الفوضى التخريبية التي أتت على اليمن بكل الدمار في كل الجوانب والآن تقع المسؤولية بشكل كبير على الرئيس وحكومته في إعادة بناء اليمن من جديد في مرحلة ستأخذ وقتًا لاستعادة التوازن الحياتي والمعيشي والأمني في اليمن. وهو أمر يحتاج إلى دراسة لكل مجالات المشكلات بعد القضاء على الحوثي وأحسب الأمر في أيامه الأخيرة. والمجتمع الدولي لا بد أن يكون شريكا في إعادة إعمار اليمن وفي صناعة مستقبل جديد لليمن ومواطنيه بعد سنوات من الفوضى ومن التخريب وهذا يتطلب تعاون دولي وداخلي من اليمن حتى يعود اليمن إلى سابق عهده وحتى يتم القضاء على الفوضى التي انتهجتها ميلشيات الحوثي في ظل وجود أطراف اللعبة السياسية من خلايا القاعدة في جبال اليمن وبقايا نظام صالح أو الدخلاء على اليمن ممن يريدون مساندة الحوثي واستمرار أرتال الميلشيات في شوارع اليمن.
اليمن على مفترق طرق واستسلام الحوثي أو نهايته بات وشيكا واليمن السعيد سيكون على موعد مع مستقبل مختلف أتمنى أن ينهي ما خلفته الفوضى من دمار حتى تعود الحياة إلى اليمن وحتى ينعم بالأمن والأمان والاستقرار.