أحمد المغلوث
كثيرون من المراقبين وذوي الخبرة بشؤون المنطقة قدموا النصيحة تلو النصيحة لنظام الملالي بأن يتخلى عن غروره ومنهجيته وأن يبدأ النظر في سياسته وفق رؤية إسلامية موضوعية ويتخلص من أوهامه الفارسية وبالتالي السير في الطريق المستقيم نحو حياة آمنة ومستقرة لشعوبه الإيرانية بما فيها من أقليات مغلوبة على أمرها. جعلت الملايين منهم يهربون بجلودهم إلى خارج دولة النظام بحثا عن لقمة العيش والسلام والطمأنية لحياتهم ولمن رافقهم في رحلة الهروب الكبير.. هذا الهروب الذي هو وليد المعاناة والظلم والفساد متناسي النظام أن بلاده تنتمي إلى الإسلام الذي دستوره القرآن الكريم الذي ينظم حركة الحياة الدنيا وحسابهم في الآخرة وتحت رايته. انتشر الإسلام وانتشرت معه الرحمة والعدالة والمساواة. وبمرور الأيام ومع قدوم نظام الملالي إلى الحكم وفساد سياسته وخروجه عن جادة الصواب. عاشت الشعوب الإيرانية ماتعيشه اليوم من اضطرابات ومظاهرات واحتجاجات تجسد وتعكس في ذات الوقت معاناتهم خلال العقود الأربعة الماضية. ومن هنا نجد وتحت الضغوط المختلفة من المنظمات العالية حاول النظام تخفيف القيود على بعض الأقليات من الشعوب الإيرانية برفع بعض القيود عليهم في مجالات محدودة لا تغني ولا تسمن من جوع وبالتنسيق مع حرسه الثوري واستخباراته ومحاولة التخفيف من حدة الاضطرابات والمظاهرات التي تزايدت في الشهور الأخيرة لا بين شعوب الأقليات فحسب وإنما بين مختلف الشعوب الإيرانية ومن بينها شعوب قريبة من النظام نفسه. والتي اكتشفت أخيرا حقيقة النظام. وخروجه عن المبادئ والقيم الإسلامية التي كانت من ضمن أجندته ورسائله الصوتية خلال برنامجه الثوري. فكان النظام يعزف على أوتار «العدالة» و»المساواة» بمنح أهل السنة وأبناء القوميات فرص العمل المتقدم داخل الهيكل الإداري الكبير الذي يسيطر عليه النظام نفسه.. وكثيرون من رجال الثقافة والفكر والإعلام في العالم بدؤوا يعربون عن قلقهم ومنذ عقود من تصلب النظام وتفرقته الممجوجة وسيطرته على مقدرات النظام ومواقفه المتعنتة وتمسكه باحتلاله الجزر الإماراتية وتهديده وتدخله في شؤون جيرانه وسعيه الحثيث نحو تصدير فارسيته ومذهبه. ومع هذا مازال وعبر إعلامه ومن يقف معه من أحزاب ومرتزقة يعرض أراءه المتشنجة وأفكاره المرفوضة ومواقفه التي لاتتناسب مع أمن واستقرار المنطقة من خلال سعيه لتعزيز قدراته العسكرية وعلى الأخص تطوير أسلحه النووية. وبالأمس تناقلت وكالات الأنباء استمرار النظام تطوير ترسانتها الصاروخية. من حيث زيادة مدى الصواريخ واتساع نطاق عملها. والعالم بات على علم بأن لدى «نظام الملالي» أكبر منظومة من الصواريخ البالستية في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى أنها متقدمة نسبياً، إذ تعتمد قوة إيران الجوية المتواضعة، وقدراتها البحرية الرمزية، بشكل كبير على الصواريخ البالستية في قدرتها على تحقيق الضربات بعيدة المدى.. وهذا يعني أن من حق الدول المجاورة أن تشعر بالقلق وحتى الخوف من استمرار النظام في عملياته التطويرية لمثل هذه الصواريخ ضاربة بعرض الحائط كل ملفات التعهدات والاتفاقيات التي وقعت عليها لدى المنظمات الدولية. ودون أدنى شك فإن الحقيقة التي لم تعد خافية والعالم كله بات على علم بها أن النظام الإيراني مغرق بالخيال السياسي الجامح بعدوانيته ومشبع بالأوهام النابعة من خلفية فارسية مريضة لا يرى إلا نفسه. وبالتالي فهو يريد أن يكون الأقوى في المنطقة. وكل يوم يكشف للعالم عنصريته البغيضة. والتي تشكل حاجزاً كبيراً بينه ورؤية السلام الذي سيبقى غائبا عن تفكيره ونهجه للأسف..؟!