فقدت الأمة موذن جليلاً وعَلماً من أعلامها المخلصين.. إنه الشيخ عبدالرحمن بن عبدالعزيز بن ماجد رحمه الله رحمة واسعة وأدخله فسيح جناته توفي يوم الخميس الموافق 24-8-1439هـ إثر حادث مروري عانى منه في المرض لمدة سنتين في مستشفى التخصصي في الرياض جعلها الله تكفيرا وطهورا ونورا يوم يلقى ربه وصلى عليه يوم السبت الموافق 25-8-1439هـ بعد صلاة العصر في جامع الإمام تركي بن عبدالله في الرياض حضر الصلاة في مقدمتهم صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر أمير منطقة الرياض وجمع غفير من المصلين من أصدقائه ومحبيه وجيرانه وقد أئمهم بالصلاة سماحة معالي مفتي عام المملكة العربية السعودية فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ حفظه الله ورعاه ودفن في مقبرة العود بالرياض تنفيذا وبناء على وصيته رحمه الله.
إن الموت حق وكلنا سائرون في هذا الدرب، ولكن خير البشر منا من تبقى ذكراه خالدة بأفعاله وأعماله الصالحة الخيّرة. عاش حياته في بيت صلاح وتقى وعبادة وكرم وجود.
لقد نذر نفسه ووقته لخدمة دينه ووطنه وولاة أمره ومجتمعه ونصرة الحق.. وكان عمره حافلاً بالأعمال الخيِّرة والمزايا الطيبة والسجايا الكريمة.. ولين الجانب وسمت العالِم الرفيع، وحسن الخلق وحب الخير والرفق بالناس ومعرفة أحوالهم وسعة الحلم ورجاحة العقل.. صاحب فطنة وكياسة، شجاع في الحق لا يخاف في الله لومة لائم، وصاحب أدب رفيع وصبور شديد التحمُّل، سلس الحديث، ثاقب الرأي حصيف، ويعطي كل من يقابله حقه من المعاملة الحسنة وينزل الناس منازلهم ويعرف لهم قدرهم ويقضي حوائجهم وكانت الابتسامة لا تفارق محياه دائماً، بيته مفتوح وأذنه صاغية، ورع تقي فكان قريباً من الناس، له حضور أخاذ لدى المستمع والمشاهد.
بالطبع كثير هم أولئك الرجال الذين نلتقيهم في مراحل حياتنا ولكنْ قليل هم أولئك الذين يتركون في أنفسنا أثر الوفاء العميق والتقدير والحب بحيث يبقى وجودهم فينا راسخاً نتعايش معهم في تجاربهم وحكمتهم ورؤيتهم ومحبتهم.
فخالص عزائي وصادق مواساتي لسماحة معالي مفتي عام المملكة العربية السعودية فضيلة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ حفظه الله ورعاه وأبناء الفقيد وجميع أفراد أسرته وأرحامهم وأقاربهم وأصدقائه وجيرانه ومحبيه وجميع أسرة ابن ماجد سائلاً المولى - عز وجل - أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، ويلهم أهله وذويه وأصدقائه وجيرانه ومحبيه الصبر والسلوان.
(إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}، (ولله ما أخذ ولله ما أعطى ولا حول ولا قوة إلا بالله).
و{كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ}.
** **
- د. فهد بن عبدالرحمن السويدان