كييف - رويترز:
دخل ليفربول نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم أمام ريال مدريد أمس الأول السبت بثقة كبيرة لكن زين الدين زيدان مدرب الفريق أظهر لماذا يتزعم ناديه أقوى مسابقة للأندية في أوروبا خلال الانتصار 3-1. وتوج ريال بلقب دوري الأبطال للمرة الثالثة على التوالي وهو إنجاز لم يحققه أي فريق منذ تغيير شكل بطولة كأس أوروبا ورغم أن تلك التشكيلة لن يتذكرها الناس باعتبارها الأكثر إمتاعا أو سلاسة في الأداء فإنها وبدون شك تدرك كيفية الفوز بالألقاب الكبيرة. وقدم فريق يورجن كلوب كرة قدم ممتعة طوال مشواره نحو النهائي وسحق بورتو ومانشستر سيتي وروما بفضل عروض هجومية رائعة. لكن ريال صاحب المركز الثالث في الدوري الإسباني، بفارق 17 نقطة عن برشلونة البطل، اعتاد السير عكس التيار والعثور على طريقة للتفوق على منافسيه. وهذه المرة لم يكن الحسم عن طريق لمسة إبداع من كريستيانو رونالدو أفضل لاعب في العالم خمس مرات. وحصل ريال ببساطة على هدفين من هفوتين للحارس لوريس كاريوس الذي سيبقى مستواه عالقا في الأذهان باعتباره ضمن الأسوأ لحارس يخوض المباريات النهائية. ونجح ريال في استغلال الهفوتين بنجاح وهو الذي نادرا ما يرفض مثل تلك الهدايا. وكان رد فعل كريم بنزيمة سريعا عندما حاول كاريوس إلقاء الكرة بيده نحو أحد زملائه لتصطدم بساق اللاعب الفرنسي ثم تتهادى داخل مرماه في لقطة غريبة. ويتحمل كاريوس أيضا مسؤولية الهدف الثالث عندما أطلق جاريث بيل تسديدة بعيدة المدى لكنها أفلتت من بين يديه بغرابة لتضمن انتصار الفريق الإسباني. وكان بيل محظوظا بكل تأكيد لكنه كان محقا في قراره في التسديد من مدى بعيد لاستغلال معاناة واهتزاز مستوى حارس ليفربول. وجاءت ثقة اللاعب الويلزي من تسجيل هدف قبلها إذ منح التقدم 2-1 لريال بفضل ركلة خلفية مزدوجة بعد مشاركته كبديل مباشرة. * البديل المؤثر ولا يرجع أغلب الفضل لزيدان في نجاح ريال ويعتقد البعض أنه كان محظوظا كمدرب في تسلم فريق جاهز ومستعد لينجح هو في الإبقاء على ذلك على الأقل في أوروبا. لكن المدرب الفرنسي كان يحتفل خارج الملعب بعد هدف بيل الأول والذي جاء بعد ثلاث دقائق فقط من إشراكه كبديل. وكان التغيير مؤثرا وشجاعا لأنه أخرج إيسكو الذي كان حتى ذلك الوقت هو اللاعب الأكثر صناعة للخطورة في هجوم ريال مدريد.
وما يزيد من قيمة التغيير أن بيل، لسبب أو لآخر، لم يكن مقنعا على الإطلاق لجماهير ريال ولم يؤكد على قيمته بالنسبة للفريق بينما يعد إيسكو معشوق جماهير ريال. لكن قرار زيدان كشف عن قدر كبير من الذكاء. وسيتحسر ليفربول بكل تأكيد على سوء حظه المتمثل في إصابة هدافه الأول محمد صلاح الذي غادر الملعب باكيا في الشوط الأول بسبب إصابة في الكتف لكن هذا أيضا كشف عن سبب آخر في نجاح ريال. ففي الوقت الذي أشرك فيه زيدان الثنائي المؤلف من بيل والموهوب ماركو أسينسيو اضطر كلوب للدفع بآدم لالانا، العائد مؤخرا من إصابة ودخل التشكيلة الأساسية ثلاث مرات فقط هذا الموسم، عندما أصيب صلاح الذي أحرز 44 هدفا في كل المسابقات هذا الموسم. ودروس الخسارة تبدو واضحة بالنسبة لكلوب الذي يحتاج لإضافة المزيد من القوة والعمق للتشكيلة إضافة إلى التعاقد مع حارس جديد بكل تأكيد. وإضافة إلى الأداء الممتع للفريق الإنجليزي هذا الموسم فإنه سيكون في حاجة أيضا إلى السير على خطى ريال في تعزيز صلابة الخط الأمامي والانضباط في ظل ما يتمتع به من مزية الضغط المكثف واللعب الهجومي الممتع. وربما لا يكون ريال الفريق الذي يحظى بإعجاب المحايدين أو يزيد من حماس المشجعين لكن من المستحيل عدم احترام فريق وصفه كلوب قبل المباراة بأنه يملك كفاءة ومصداقية الساعة السويسرية. ولم يفز ريال بدوري الأبطال أربع مرات في خمس سنوات بضربة حظ. وباتت انتصارات ريال الأوروبية ضمن جينات النادي ولا أحد في كرة القدم الحديثة يستطيع معادلة قدراته الفعالة، والتي ظهرت مجددا أمس الأول، في استغلال كل الفرص المتاحة.