ما زال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان يمارس وباستمرار استغلال قضايا الأمة الإسلامية وأولها القضية الفلسطينية وغيرها من القضايا كقضية سوريا والروهنجا وحقوق بعض الجاليات والأقليات المسلمة بضجيج إعلامي دون أن نرى أثراً إيجابياً على أرض الواقع، ولَم نشاهد سوى الصور ولم نسمع سوى الخطب الرنانة وما يتلو ذلك من التمجيد لهذا الرجل وكأنه محمد الفاتح رضي الله عنه وأرضاه.
ومن آخر ( إبداعاته ) وبطولاته الإعلامية ما أعلنه، في انطلاق القمة الإسلامية الاستثنائية في إسطنبول حول التطورات الأخيرة في فلسطين، من أن الفشل في حماية القدس قد يعرض مستقبل مكة للخطر!!؟
و قبل أن أعلق على ما قاله فلا بد وأن أسجل هذه المعلومة، وللتاريخ فتركيا أول دولة ( إسلامية) اعترفت بإسرائيل قبل سبعين عاماً وأكبر بلد إسلامي يقيم علاقات تجارية وعسكرية معها حتى الآن!!! فهل نحرر القدس من إسرائيل أم تحرر تركيا من إسرائيل ؟!!
فعلى أردوغان أن يحرر بلاده أولاً من السفارة الإسرائيلية ومن المعاهدات والاتفاقيات التي أقيمت بين تركيا والعدو الصهيوني، ومن ثم فلينظر كيف شاء دون أن يتطاول على الآخرين أو يمرر أزماته على ثوابتنا ومقدساتنا وسيادة بلادنا.
إن هذه البلاد المباركة المملكة العربية السعودية قامت على التوحيد وعلى الشهادتين، ويقود ويتولى أمرها قادة حكماء يؤمنون بربهم ومحبون لوطنهم وشعبهم محافظون على مكتسباته يسعون لقيادتها لكل خير، وقد قدمت لفلسطين ولقضايا الأمة الدعم المادي والمعنوي وحين كانت تطالب بحق فلسطين المغتصب في المحافل الدولية وتطالب بحقوق الدول العربية والاستعمارية كانت تركيا تعلن اعترافها بإسرائيل وتلتحق بالتحالفات الدولية العسكرية لدول الاستعمار (الناتو) وبلادنا وحكامنا يعالجون الأمور بحكمة وروية، وليسوا كغيرهم من (الخطباء) الذين اعتادوا التلاعب بالمشاعر والعواطف التي تنتهي بالأماني والسراب، ولعلي أستشهد ببعض الأعمال الإعلامية له في قضية فلسطين حين أرسل السفن لـ»كسر الحصار» على غزة كورقة من أوراق اللعب على العواطف الإسلامية العربية والفلسطينية. لكسب المزيد من التعاطف مع تركيا ورئيسها (الفاتح) لدرجة رفع صور أردوغان في بعض المدن وغيرها من المواقع كما لو كان زعيم الأمة الجديد، في حين أن ما أرسل من المملكة العربية السعودية في يوم واحد أضعاف هذه البهرجة الإعلامية وما تقدمه تركيا في سنوات عشرات المرات ، والدعم السعودي ثابت لَم يتوقف إطلاقاً.
على أردوغان أن يسعى لمصالح بلاده ولكن لا يزايد على أوطاننا ومقدساتنا وكفى عبثاً وتلاعباً بمشاعر المسلمين وعواطفهم واستغلال حماسهم.