فهد بن جليد
سواء كان اعتذار (طيران أديل) للطفل نواف ووالده، نتيجة مُراجعة سياسات الشركة الداخلية واكتشاف خطأ ما، أو استجابة للضغط الكبير الذي واجهته عبر وسائل التواصل الاجتماعي - بعد حادثة منع الطفل من صعود الطائرة، بحجة عدم توفر مصعد للكرسي المُتحرك الذي يجلس عليه، فما يهمُّنا أنَّ الشركة اعتذرت في نهاية المطاف عن هذه الحادثة الغريبة، ويُفترض أنَّها عالجت الأمر وتداركت الخطأ - بحسب بيانها - مثل هذه الحادثة تفتح أكثر من ملف وتساؤل؟ لناحية مفهوم (الطيران الاقتصادي) محلياً بين مقدم الخدمة والمُستفيد منها؟ ولناحية حقوق ذوي القدرات الخاصة في مطاراتنا؟.
ولنبدأ (بالملف الثاني) فهو الأهم بالنسبة لي خصوصاً ونحن على بُعد (أشهر قليلة) من إصدار (دليل السفر الخاص بذوي الاحتياجات الخاصة) الذي أصدرته هيئة الطيران المدني مشكورة في ديسمبر الماضي، وفيه يتعرف طالب الخدمة على كافة حقوقه (المجانية) التي كفلها له النظام المعمول به في المطارات السعودية، والتي تغرم الناقل الجوي الذي يُهمِل أي راكب من هذه الفئة بغرامة تصل إلى (25 ألف ريال) وفق اللائحة التنفيذية لحماية العملاء، ولا أعرف هل طُبِّقت على حالة الطفل (نواف) أم لا؟ خصوصاً ونحن ننشد أفضل خدمة وإنصافا من هيئة الطيران المدني مشكورة لهذه الفئة الغالية على قلوبنا جميعاً، والتي تستحق المزيد من العناية والرعاية بشكل احترافي أكثر في كل المطارات بتزويدها بوسائل إرشاد ومُساعدة لكافة (المعوقين) بمُختلف احتياجاتهم السمعية والبصرية والحركية، فالواقع الذي يحتاج تغييرا أنَّ هناك خطأ بتزويد أي راكب (من هذه الفئة الغالية) بكرسي مُتحرك كواجب معمول به، مهما كانت نوع إعاقته (كفيف، أصم، أبكم، حركية.. إلخ) بينما يُفترض أنَّ هناك وسائل مُساعدة تناسب كل إعاقة.
الملف الآخر هو المفهوم الخاطئ (للطيران الاقتصادي) السائد عند العميل المحلي؟ والذي أخشى أنَّه أثر سلباً على دور مُقدم الخدمة - ببساطة ولضيق المساحة أقول - عالمياً يُلَّقب الطيران منخفض التكاليف (بالجيل الجديد للنقل الجوي) أي أنَّه المُستقبل والخيار الأكثر مُناسبة للمُسافرين بمُختلف مستوياتهم المعيشية حتى رجال الأعمال والأغنياء منهم ( New Generation Airlines) حيث لا يعني انخفاض سعر التذكرة تردِّي الخدمة، أوعدم حصول الراكب على حقوقه الرئيسة التي تكفلها له الأنظمة الدولية، صحيح أنَّ عمر هذا النوع من الطيران في العالم لم يتجاوز الـ18 عاماً، وعمره في مطاراتنا أقل من ذلك بكثير، إلاَّ أنَّ تصحيح المفهوم والغاية ونظرة المُسافرين لهذا النوع من الطيران؟ مسؤولية (أديل وأخواتها) خصوصاً عند وقوع مثل هذه الحادثة.
وعلى دروب الخير نلتقي.