صيغة الشمري
لاشك بأن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت من الأهمية بمكان بحيث لايمكن إلا وضعها على رأس القائمة عند وضع أي خطة إعلامية سواء للتسويق أو العلاقات العامة بغرض تحسين الصورة الذهنية، أهم هذه الوسائل والمنصات هي المنصة الأحدث ذات الصيت المدوي والانتشار الواسع وهي منصة (السناب شات) تلك التي دخلت على جميع وسائل التواصل الاجتماعي وأعادت ترتيب أوراقها من جديد وسحبت السيادة من منصات ذات قوة وتأثير لم يكن يتوقع أكثر المتشائمين بأن يحل بهم ما حل من تراجع بسبب اكتساح منصة السناب شات، حتى إن منصة ضخمة مثل الانستقرام تنازلت عن مكابرتها وهويتها وقامت بإضافة بث مباشر لمحاولة تعويض أعضائها والمحافظة عليهم من اختطاف سناب شات لهم، ولا يخفى على الجميع الحرب الباردة والحرب الضروس بين دول التواصل الاجتماعي العظمى التي تحاول كل منها السيطرة على الكرة الأرضية الافتراضية التي يبدو أنها أصبحت واقعاً أكثر من الكرة الارضية نفسها، يساعد في ذلك الثورة التكنولوجية الضخمة وهذا التسارع الرهيب وغير المتوقع في الفتوحات العلمية التكنولوجية سيجعل حتى الإنترنت جزءاً من الماضي في حال الموافقة على المشروع التنكولوجي الجديد الذي قدمته إحدى الشركات الأمريكية الذي يهدف إلى إطلاق أكثر من أربعة آلاف قمر صناعي حول الأرض يقدم خدمة الاتصال لكل شبر على ظهر هذا الكوكب ويجعل من الإنترنت التي تقدم خدماتها عبر كيابل تحت المحيطات مشروعاً سيقفل أبوابه ويعلن انسحابه من السوق بعد أول دقيقة من إطلاق المشروع الجديد الذي يتبناه مخترع السيارة الكهربائية ايلان ميسك، الحرب الضروس بين وسائل التواصل الاجتماعي سيكون لها الكلمة الفصل في حال اتحدت وشكلت منظمة دول رقمية عظمى مع بعض الدول الرقمية الأخرى التي لها سيادة لا تقل أهمية عنها مثل قوقل وأمازون، وفي حالة تنفيذ هذه الخطة وهذا الاتحاد الذي ألمح له بوادر في الأفق وفي ظل وجود جيوش إلكترونية وعملات رقمية سيحتل العالم الرقمي العالم الواقعي ويتحكم بمصيره وموارده ويسيطر على كل شيء فيه، ورغم رعب الفكرة وسوداويتها وصعوبة تطبيقتها في السنوات القريبة إلا أن أمر حدوثها وارد خصوصاً أنه يتشكل تدريجياً دون انتباه من أحد!