فهد بن جليد
الفنان فايز المالكي تبادل التهاني مع زملائه الآخرين حسن عسيري وراشد الشمراني (في المغرب العربي)؛ بمُناسبة تصدُّر مسلسل (شيرشات) قائمة الأكثر مُشاهدة من بين الأعمال السعودية والخليجية التلفزيونية - ونحن نختم (الثلث الأول) من شهر رمضان المبارك - من حقهم أن يفرحوا، فهم للتو أكملوا تصوير حلقاته هناك، بعد أن أخذ منهم كل هذا الجهد الكبير والمُقدَّر.
الحكاية لم تنتهِ هنا، فقد انتشرت بالمُقابل (قوائم جديدة) عبر تويتر ووسائل التواصل الاجتماعي الأخرى، لتصدُّر مسلسل (العاصوف) الأعمال الأكثر مُشاهدة في رمضان وهو الآخر يستحق لضخامته وأهميته، وأنَّ تصنيف (شير شات) في المرتبة 13، هذا خلاف قوائم (ثالثة ورابعة) لتصدُّر مُسلسلات وأعمال خليجية وسعودية مُختلفة لكل قائمة, يبدو أنَّه يتم نشرها ودعمها من قبل (قروبات) فنية ومؤسسات إنتاج سعودية وخليجية على الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي الأخرى (كحرب جديدة) وناعمة بين الأعمال والقنوات الخليجية والسعودية، في نهاية المطاف سنحتكم جميعاً - كالعادة - لتصنيف (إبسوس) الشهير، الذي تدور حوله هو الآخر (اتهامات) بعدم المصداقية, الأمر الذي يطرح سؤالاً مهماً حول حاجتنا محلياً إلى الاصطفاف خلف شركة أو مؤسسة سعودية مُستقلة تعمل (بحيادية تامة)، موثوق فيها وفي نتائجها, لتُصنِّف لنا الأعمال والقنوات بالشكل الصحيح والصادق، وتُخرجنا من هذا المأزق السنوي الذي يُبنى عليه قيمة الإعلانات والأجور والأهمية والنجاح.. إلخ.
القضية اليوم تتجاوز - برأيي - مسألة الأعمال الرمضانية، ونسبة مُشاهدة القنوات التلفزيونية في هذا الشهر الكريم، فالمُجتمع السعودي في حاجة الآن إلى جهود شركات ومؤسسات ومراكز الاستطلاع الوطنية الصادقة والشفافة - أكثر من أي وقت مضى - من أجل تقييم مُختلف الأعمال، وقياس مدى رضاء الجمهور وقبولهم، مع بروز ودخول قنوات تلفزيونية محلية مُنافسة وبقوة، وأنشطة جديدة في الترفيه وافتتاح دور السينما، التي تحتكم الأعمال فيها إلى نتائج الاستطلاع والرأي، قبل شباك التذاكر، ممَّا يتطلب دعم القائم من هذه المراكز المحلية والوطنية للرفع من مستواها وجودتها ومعاييرها, وتشجيع قيام أخرى حتى تكون مرجعاً يحتكم إليه الجميع في مُختلف القضايا الاجتماعية والفنية والرياضية.
وعلى دروب الخير نلتقي.