مها محمد الشريف
ليس هناك شك بأن واشنطن تعمل على توازن تكتيكي وهدف استراتيجي يضاف إلى تأسيس تحالف دولي ضد النظام الإيراني، وعلى شكل أرجح، لمواجهة الأنشطة الإيرانية، وتدخلاتها السافرة في اليمن والصواريخ الباليستية التي ترسلها على المملكة.
ومهما تطور العلم والتقنية إلا أنه يوجد من يسخرهما لقوة شريرة وآلة قتل لا ترحم، ولا يمكننا أن نتصور إلى أي حد ينتج العلم من إمكانات لصالح الإنسان ويستخدمها في الجانب السيئ وبالكاد يحتاط من التلاعب والانفلات من نشاطات عديدة تخدم بعضها بعضًا، ولا يلبث أن يكون الأمر مخيبًا للآمال.
لا مناص من أن يدور أكبر جدل على مستوى العالم بشأن نظام إيران، وهو في الحقيقة نظام ديني اتوقراطي يفتقد إلى الموازنة بين ما يفقده وما يجنيه، فقد خرج من رحم القرون الوسطى وتوقف عند هذا التاريخ، استخدم العلوم التقنية في أنشطته الشريرة، حيث نشأت أضرار كبيرة من عبثها الدائم وتسببت في الأذى لمحيطها الإقليمي، وعلى آية حال دعونا نعمل مع واشنطن لإيقاف هذه التمرد الأهوج.
إن الأجندة السياسية الإيرانية لن تكسب سوى تنظيمات إرهابية ولدت إيديولوجيا الكراهية التي زرعتها في مساحات شاسعة من العالم، وقد آثر هذا النزوع رغبة جامحة في تأجيج الصراع في منطقة الشرق الأوسط، فالأمة العربية تعاني من تحديات كبيرة منها الإرهاب، وإيران وإسرائيل ضليعتان فيه، لكن التحدي الإيراني بلغ به الأمر أنه أعلن العداء للعرب وتناغمت الأهداف والطموحات لكل منهما.
وقد نشأ عن هذا العداء إرهاب منظم ضد الدول العربية فالمعرفة بهذا الشأن ليست حديثة عهد وإنما قديمة، والمملكة تعمل على ترجيح الموقف العقلاني، وسياسة ذكية و بجهود موحدة لمحاربة الارهاب تتحالف الأمم وتعمق الترابط الأخوي بين الدول الباحثة عن السلام.
وقد انصب تركيز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على عقوبات صارمة ضد شركات طيران إيرانية، وذلك بعد إدراجها خمسة من قادة «الحرس الثوري» ضمن قوائم العقوبات. يفرض هذا التقييد استراتيجية جديدة لمواجهة السلوك الإيراني في المنطقة، وهكذا يشهد الجميع نهاية وشيكة لمليشيات إيران من الحوثيين وفرار العشرات من عناصرها من جبهات القتال بعد هجوم واسع لقوات المقاومة اليمنية، فضلاً عن ذلك، تمت محاصرتهم من عدة محاور سقطوا في شر أعمالهم وفشل مخططهم برمته، فلم تعد إيران تملك لهم نفعاً باعتبارها المحرك الموجه لهم، وسيعيش نظام طهران وسط حالة من التخبط وتساقط أوراقها من آثار سياستها الخارجية وتدهور اقتصادها بعد عقوبات واشنطن الصارمة.