رقية سليمان الهويريني
نشر موقع «Today›s Psychology» أن الأشخاص الذين يفرطون في التفكير يعانون من تتابع أفكارٍ مزعجة تجعلهم غير قادرين على إقصائها من رؤوسهم، مما يُحدث ضرراً على صحتهم النفسية والجسدية»! لأنهم إما يكرهون أنفسهم بسبب خطأ قد اقترفوه في الماضي، أو أنهم قلقون من الطريقة التي يمكن أن ينجحوا بها في المستقبل، ولم أجد عادة أشد تدميراً للصحة الذهنية من الإفراط في التفكير!
إن ما يسمى بـOverthinking يتسبب بأمراض نفسية معقدة! وقد تتفاقم فيصاب المرء بأمراض عقلية؛ لأنه يظل يدور في حلقة مفرغة لا يستطيع الخروج منها فتجده أسيراً لفكرة مسيطرة عليه مما يؤذي صحته النفسية ويدمرها.
ولئن توقع الشخص أن استمرار التفكير والتمحور حول مشكلة قائمة أو قضية شائكة، سيفضي به إلى حلها فهو وأهم! لأنه لا يعدو عن شروع بتدوير المشكلة في الذهن فحسب، ولن يساعد على إيجاد الحلول، حيث إن التفكير المفرط يحدث شللاً حقيقياً للدماغ ويجعل المرء عاجزاً عن التفكير بحلول عملية، بل قد يؤدي ذلك إلى تردد وعجز دائم حتى عند اتخاذ قرارات بسيطة كالخروج للنزهة أو مقابلة صديق، فتجده يعاتب نفسه ويحاسبها ويدقق في التفاصيل الصغيرة ويسوِّف ويتراخى حتى لا يواجه اتخاذ القرار برغم سهولته فيتحجج بالتعب والضعف!
إن المبالغة بتركيز العقل على مسألة واحدة وهدر الوقت في القلق؛ يجعل من الصعوبة إنجاز مهام أخرى، وبالتالي يفقد الشخص التركيز ويصبح مشتتاً!
وكيلا نقع ضحايا للتفكير المفرط أو تخرج أفكارنا عن المسار الطبيعي أو تتشتت أذهاننا؛ فإنه من المجدي محاربة الأفكار السلبية بافتراض حصول السعادة من خلال التفاؤل والتوكل على الله وخلق تصور إيجابي أكثر منطقية، والعيش في نطاق الحاضر وإطار اللحظة الحالية والاستمتاع بها بدلاً من التفكير المستمر فيما يحمله الغيب، فلكل يوم رزقه ولكل وقت متعته.
رزقنا الله وإياكم راحة البال وطيب العيش!