إبراهيم الدهيش
من العنوان أعلاه أقول: في حضرة سيدي سمو الأمير محمد بن سلمان رائد نهضتنا الجديدة المتجددة يحتاج الكاتب -أي كاتب- إلى (لياقة) لغوية عالية لاختيار الكلمة والمفردة والمعنى بما يتناسب أو قريب من حجم عطاءات سموه لوطنه عامة و للرياضة والرياضيين بصفة خاصة، فمهما قلنا أو قال غيرنا الا أن لغة الكلام تقف عاجزة من أن توفيه حقه، والكلمات مهما كانت عليه من البلاغة تتقزم أمام دعمه وسخائه ويكفيه- حفظه الله- أن الدعوات المخلصات تحفه من كل جانب، فالفرح يسكن كل الزوايا وفي كل القلوب وعلى كل الشفاه، فلا حديث اليوم أجمل ولا أمتع من الحديث حول (الهدية الفاخرة) لسموه التي أنقذت الاندية - كل الأندية - من مديونياتها والتزاماتها الداخلية والخارجية تلك التركة الثقيلة التي كانت الهاجس المقلق لحاضر ومستقبل رياضتنا السعودية لدرجة أوصلتها إلى حافة (الهاوية)! لولا عناية الله ثم القرار التاريخي المفصلي من رجل المكارم محمد (العزم والحزم) بضخ مليار و (277) مليون ريال في شريان رياضتنا الوطنية زال معها وبها الخوف، وصح المسار وسلمت المسيرة حيث جاءت تلك الأعطية الثمينة كثمرة لثقة سموه في القوي الأمين رجل المسؤولية والأمانة معالي المستشار تركي آل الشيخ ومعه رجال الاتحاد السعودي لكرة القدم ولإيمانه رعاه الله بأن الرياضة لا تقل أهمية عما سواها وأنها حلقة رئيسية من منظومة الوطن التنموية تستحق أن تكون جزءا رئيسيا ضمن إطار مشروع الدولة الكبير برعاية وتوجيهات خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- باعتبارها -أي الرياضة- أصبحت صناعة واستثمارا ورافدا اقتصاديا أكثر من كونها ممارسة وهواية فقط.
- و أجزم بأن هذا العطاء السخي والدعم الكبير يؤكد بما لا يدع مجالا للشك قرب القيادة من الشباب وحرصها على تلمس حاجاتهم ومتطلباتهم ومشاركتهم هواجسهم وهمومهم وبأن غدهم لا بد وأن يدعوهم للتفاؤل أكثر من أي وقت مضى.
- ومتأكد بأن الفرحة لم تكن للأندية بإداراتها وجماهيرها ولا للإعلام الرياضي وحده وإنما للشباب السعودي الذين يمثلون ثلثي السكان الذين تستهدفهم رؤية الوطن الطموحة (2030) والتي تهدف فيما تهدف اليه إلى رفع نسبة ممارستهم للرياضة بأنواعها المختلفة من (13%) إلى (40 %).
- والأكيد أننا نعيش مرحلة جديدة بحراك جديد بفكر متجدد في اتجاه صناعة منتج رياضي سعودي أكثر تطورية وحداثة وانفتاحا على الآخر على اعتبار أنه كلما اتسعت مساحة الاهتمام وتنوعت المناشط كلما كان المجتمع أقرب للآخر وبالتالي يمكننا أن نقدم أنفسنا للعالم بثوب جديد بوجه آخر!
- ويظل الأجمل في الموضوع حين يستوعب مسؤولو الأندية انهم مسؤولون أمام جماهيرهم وتاريخهم ويعيشون عصرا لا مجال فيه للمتقاعسين والمتهاونين و( المترززين ) وبأن زمن ( أنا ومن بعدي الطوفان ) ولى من غير رجعة فالمساءلة والمحاسبة والتدقيق هي العنوان الأبرز للمرحلة وبالتالي ليس أمامهم سوى مواكبتها دونما اجتهاد او (فهلوه) قد تعيدنا للمربع الاول!!.
لماذا فشلنا؟!
- في تصوري الشخصي أنه لا يمكن أن يختلف اثنان على أن تصرف الحكم المبعد تصرف لا أخلاقي ومشين ويتنافى مع كل الأعراف والمبادئ وأنه بفعلته المشينة قد أصاب شرف المنافسة في خاصرتها لكنه يظل تصرفا فرديا لا يبيح لنا أن نعممه على كل حكامنا المحليين ففيهم ومن بينهم من نفخر به باعتباره نموذجا في الأمانة والإخلاص والنزاهة.
- وتبقى علامات الاستفهام تتقافز بطول وعرض المدرج الرياضي تتساءل. هل كنا بالفعل مغيبين أم أننا على (نياتنا) عندما كنا نبرر الأخطاء الفادحة والبدائية لبعض حكامنا المحليين في مباريات غاية في الأهمية بأنها نتيجة للضغوط الإعلامية والجماهيرية والنفسية؟! بل ونعتبرها جزءا من اللعبة و من جمالياتها وإثارتها؟!!
- وهل جاءت حادثة الحكم المبعد لتؤكد على فشلنا في صناعة حكم وتحكيم محلي يمكن الاعتماد عليه؟ إذا كانت الإجابة بنعم. فلماذا فشلنا؟!!
- كثيرة هي الأسئلة التي تبحث عن إجابة. فهل من مجيب؟! وسلامتكم.