خالد بن حمد المالك
لم يسبق لوزارة الثقافة والإعلام أن أقامت حفل إفطار رمضاني للإعلاميين العرب، ولم تسبق أي وزارة إعلام عربية أخرى وزارة إعلامنا بهذه الفكرة، ولعلها تكون سُنَّة حسنة فتكررها وزارة الثقافة والإعلام سنوياً، ويكون يوم الإفطار ثابتاً دون تغيير، أي في التاريخ ذاته وهو اليوم الثامن من شهر رمضان سنوياً.
* *
الفكرة جذابة، ومثيرة للانتباه، وبداياتها من حيث التنظيم كان جيداً، والحضور غلب عليه التنوع في التخصص وطبيعة العمل، وضم قيادات إعلامية وكتّابًا ومفكرين من مختلف الدول العربية، من المشرق العربي إلى مغربه، ومن الخليج إلى المحيط، في ظاهرة روحانية وإعلامية وثقافية تسجل لوزير الثقافة والإعلام الدكتور عواد العواد.
* *
طغى على المناسبة الإخاء والروح الطيبة، والاهتمام بالشأن الإعلامي، والشعور بالألفة والمحبة بين زملاء تجمعهم المهنة، وتفرقهم بُعد الديار، والأجندة والاهتمامات، لكن وجودهم في أجواء جدة، حيث لا تبتعد مكة المكرمة كثيراً عن موقع الاحتفال، وحيث يقام الحفل في الثامن من شهر رمضان المبارك، فإن الحميمية والفرح باللقاء كانا هما السائدين بين جموع الحاضرين.
* *
تحدث الوزير الدكتور عواد العواد أمام هذه النخب الإعلامية مستغرباً عدم وجود رسائل موحدة عندما تأتي القضايا العربية المهمة، مستدركاً بأن هناك جهوداً تُبذل من الجميع لتنسيق العمل العربي المشترك، رغم كل التجاذبات التي تضيع من خلالها الرسائل الحقيقية، وطالب بميثاق شرف حقيقي للإعلام العربي لتعزيز المصداقية، والبُعد عن اختلاق القصص، وتزييف الحقائق.
* *
الوزير العواد لم ينس، وهو يخاطب الإعلاميين العرب التنويه بما قام به مجلس وزراء الإعلام العرب من خلال فعاليات العام الماضي، مشيراً إلى أنها لامست الكثير من القضايا المهمة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، حيث تعد -بحسب كلام الوزير- الأولى في أجندة الإعلام العربي ووزراء الإعلام العرب.
* *
وفي كلمة الوزير تحدث أيضاً عن اختيار الرياض عاصمة للإعلام العربي، ما اعتبر معاليه أن هذا الاختيار يجسد مكانة الرياض الإستراتيجية على الأصعدة كافة، ما يعني - بنظرنا - أن تكون الرياض عاصمة للإعلام العربي، فعلى وزارة اثقافة والإعلام أن تقود هذا التكليف والتشريف معاً بأعمال وإنجازات تبصر بها العالم العربي إلى الطريق الصحيح لتطوير الأداء الإعلامي ليكون في مستوى التحديات التي تواجهها الأمة.
* *
آخرون من الإعلاميين الحضور تحدثوا عن الإعلام العربي، وعن أهمية المملكة، كون وزير الإعلام السعودي هو رئيس المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب، كما تم انتخاب المملكة لتكون رئيساً للجمعية الدائمة للإعلام العربي، ومن المتوقع أن تكون المملكة أيضاً هي رئيس المجلس الوزاري لوزراء الإعلام العرب، أي أنها بذلك تكون قد حصلت على ثلاثة مراكز إعلامية كبيرة ومهمة، بما يعكس أهميتها ومكانتها الإستراتيجية، كما أشارت إلى ذلك الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية الدكتورة هيفاء أبوغزالة.
* *
وأمام هذا الزخم من الاهتمام بالمملكة، ومن نجاح في تنظيم هذا الحفل الإفطاري بهذا التنظيم الجميل، لابد أن يحضر الوزارة للحفل القادم من الآن، وأن تكون هناك محاور وأفكار وبرامج غير تلك التي رأيناها في هذا الحفل، وأن يُستفاد من هذه المناسبة بأكثر مما تحقق في أول إفطار يقام للصحفيين العرب، وأن يكون من يتم اختيارهم هم الإعلاميون الأبرز، مع عدم تكرار بعض الوجوه والأسماء في كل عام.
* *
شكرًا لوزارة الثقافة والإعلام، وللوزير الدكتور عواد صالح العواد، فنحن كإعلاميين نحتاج إلى مثل هذا التجمع الطيب الذي يجمع أهل المهنة الإعلامية تحت سقف واحد.