فهد بن جليد
إضافة بعض الحشرات المهروسة والمطحونة وصغار النمل الأبيض لمكونات بعض الأغذية أمر معمول به، ومسموح علمياً وطبياً بحسب مقال لـ(دانيال ستون) مؤلّف كتاب مُستكشف الطعام، والذي يؤكّد فيه عدم وجود أضرار حسب تعليق إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA، وهو أمر تتبعه بعض المصانع العالمية شرقاً وغرباً بمُسميات جذّابة تراعي ردة فعل ونفسية المُستهلك، حتى إن بعض المطاعم في أوروبا تقدِّم وجبات الديدان المُشبَّعة بالبروتين بديلاً للحليب واللحم على طريقة دول شرق آسيا, السؤال البريء هنا: هل سبق أن تناولت بعض هذه الحشرات والنمل في طعامك اللذيذ (دون أن تعلم)؟!
إن كُنت ممَّن يحرصون على شراء مُنتجات تحمل عبارات ترويجية جذابة مثل (ملونات طبيعية) أو (مُنكهات طبيعية)، فاسمح لي أن أرحب بك كزبون مُحتمل في عالم (الحشرات المُفيدة) التي يتم دفع ثمن أغلى مُقابل إضافتها لبعض أنواع الأغذية الطبيعية، فليس حقيقياً أنَّ كل لون أحمر يُستخلص من البنجر، ولا الأخضر من السبانخ، ولا البُرتقالي من الجزر ... إلخ، ثمَّة أسرار ومكونات طبيعية إضافية يتم إخفاؤها وتحتاج لتفصيل أكثر, - لا عليك - ودِّع القلق فأنت في دائرة الموضة الطبيعية التي تغزو العالم، وتذكَّر أنَّ بعض الشابات في أوروبا بدأن العودة لموضة التزيّن بالمُنتجات المستوحاة من الطبيعة (الخالية) من المُضاعفات الكيميائية, بوضع (أحمر الشفاه) و(حُمرة الخدود) من مُستخلص (مسحوق الحشرات) حمراء اللون، وتحديداً من (الدودة القرمزية) التي يتم تيبيسها ومن ثمَّ سحقها، وخلطها بالماء، لتصبح الخليط الطبيعي للزينة والتجمُّل، كما كانت على مدى قرون طويلة، قبل أن يتم اكتشاف المواد الكيميائية الحديثة التي جلبت الكثير من الأضرار، ولو سألت أحد العطَّارين حولك؟ ستجد أنَّ هناك إقبالاً مُماثلاً في منطقتنا الخليجية لعودة بعض الشابات (دون سن الثلاثين) لموضة استخدام (الديرم) لتعقيم الفم خارج المنزل، وإضفاء لون على الشفاه رغم حرارته، وهو اللحاء المُستخلص من شجر جوز الهند، والذي كان المُعقّم والملوّن الرئيس للنساء قديماً.
هوس العودة للأغذية والمكونات الطبيعية بشكل مُبالغ فيه (وهم) ندفع مُقابلة للتجار في المولات, يُقابله اضطراب (أورثوريكسيا) الذي وصف به الباحثون حال من يتبعون نظاماً صحياً مُفرطاً، لذا يجب أن تكون حياتنا الغذائية متوازنة وبسيطة خصوصاً في مثل شهر رمضان المُبارك، وفق القاعدة القديمة التي تقول (اللي ما يكلك إكله)!
وعلى دروب الخير نلتقي.