د. أحمد الفراج
في الوقت الذي تتوالى فيه إنجازات الرئيس ترمب، يواصل المحقق الخاص، روبرت مولر تحقيقاته في قضية التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الماضية، وهي تحقيقات طالت وشمخت، ويبدو الأمر كما لو أنها تتضاءل ويخف وهجها مع مرور الوقت، على عكس المعتاد في مثل هذه التحقيقات، فأثناء التحقيق في قضية واترقيت التي أطاحت بواحد من أنجح الرؤساء الأمريكيين، كانت التحقيقات تتوسع، وتتطور بشكل مذهل، مع مرور الوقت، حتى حانت اللحظة التي أدرك معها نيكسون أن حربه خاسرة، فصارهمه الوحيد هو الخروج سالماً، فقدم استقالته الشهيرة ورحل، وألقى قبل رحيله ذلك الخطاب التاريخي، وسكب دموع الحزن والندم مع ذلك الخطاب، وما أقسى أن يبكي جبل راسخ مثل نيكسون، شق طريقه من بيئة فقيرة، ليرأس أقوى بلاد العالم.
الرئيس ترمب النرجسي والمشاكس العنيد، أصلح كثيرا في إدارته، ولا يبدو أننا سنشهد حالات عزل جديدة، وهو يسابق الزمن، لتحقيق المزيد من الإنجازات، خصوصاً في الداخل الأمريكي، فهذا ما سيخدمه في نهاية المطاف، فقاعدته الشعبية لا تهمها سياساته الخارجية كثيراً، فما يهمها هم تحسين أحوالها الاقتصادية، وهو الوعد الذي يهم ترمب أن ينجح فيه، وسوف تكون الانتخابات النصفية، في نوفمبر القادم، حدثاً كاشفاً لنتائج سياسات ترمب وإنجازاته، فالجمهوريون الآن، هم الأغلبية في مجلس الشيوخ، وفي مجلس النواب، وهذا ساعد ترمب كثيراً، سواء في تمرير سياساته، أو تثبيت مرشحي إدارته، وغني عن القول إن كل أعضاء مجلس النواب، وثلث أعضاء مجلس الشيوخ، سيدخلون حلبة الانتخابات نوفمبر القادم، ويطمح الديمقراطيون في أن يقلبوا الطاولة على ترمب.
لو لم تكن أغلبية مجلس الشيوخ جمهورية، لما مر تعيين وزير العدل، جيف سيشون الذي يتهم بالعنصرية، ومما لا شك فيه، أنه لو تمكن الديمقراطيون من الفوز بالأغلبية، في كلا مجلسي الكونجرس، في نوفمبر القادم، فإن ذلك سيكون صعباً على ترمب وإدارته، ومؤشراً غير مريح لمستقبله، ولذا فهو يعمل بكل قوة، على أن ينجز الكثير، خلال الشهور المقبلة، وسيخدمه بذلك، أن زعيم الأغلبية بمجلس الشيوخ السيناتور الجمهوري، ميتش مككونيل، يعتبر من أنصاره!، كما أن رئيس مجلس النواب، الثعلب الجمهوري، بول راين، يمسك العصا من المنتصف، فهو يصرح أحياناً بمعارضته لسياسات ترمب، ولكنه معه قلباً وقالباً، عندما يحين الجد، وسيكون هذا الصيف ساخنا للغاية في واشنطن، فترمب يريد تحقيق إنجازات، والديمقراطيون سيعملون على عرقلته، وسيكون نوفمبر بالمرصاد للجميع!