وامْحُ السُّحامَ عن الفؤاد السرمديْ
وا فرصتاهُ.. لمَ التعلّق بالغدِ؟!
رمضانُ تأتي والزمانُ يموجُ بيْ
وأهيمُ لكنَّ احتياضكَ مُنجدي
رمضانُ إنّي والمتابَ قصيدةٌ
تأبى العروضَ.. فكيفَ أنْظمُ مقصدي؟!
رمضانُ ضعفي يستبدُّ برونقي
ما كنتُ إلّا آدميّاً يهتدي
رمضانُ روحي بالخطايا تختلي
والكون يخشعُ من جلال المشهدِ
تسمو المعاني في فضائلكَ التي
رُسِمَتْ على وجه الدُّنى بتعبّدِ
نامَ الضميرُ محرَّراً من ذنبه
وصحا كشيطانٍ عليّ مُصفّدِ
أتأملُ الأيامَ فيما أغفلتْ
نفسي إذا بي قد ندِمتُ بمفردي
نلتُ الأماني أنجماً أجتازها
حتى تبلورتِ المُنى كالفرقدِ
عاصرتُ أحلامي أُطاوِلُ في المدى
أرنو لها مجدًا بضرب الموعدِ
شارفتُ أنْ أحيا على ما أشتهي
وعلى شفا جرف السراب تَشَهُدي
عانقتُ أقصى العيشِ بُغية خالدٍ
وذكرتُ أنّي فيه غيرُ مُخلّدِ
ما بين خُطوة غايتي ونهايتي
ومَضَ الرحيلُ على صهيل المولدِ
أوَ تنقضي الدنيا وحالي ماحِلٌ ؟!
وَيْحِيْ جديباً يأملُ العهد الندي
أثخنتُ أستفتي بنبشٍ مُهجتي
والله رُحماه اقتداءُ محمدِ
** **
هشام بن عبدالعزيز بن هليّل - الدلم