أخشى أن لا تُصدقيني حين أُخبركِ أنني في بُعدي عنكِ أتكبد مخاطر قد تودي بي للهلاك !
فأنا أعترف أني رجُل شرقي صعب المِراس سكنتني ثقافة بائسة ، تنفث ثاني أكسيد الكربون فأختنق في اليوم عشرات المرات ، تقتلني عشرات الرصاصات ، تخترق جسدي وتُحدث ضوضاءٌ لا تهدأ !
سيدتي : أعلم أني صعبٌ ، صعبٌ ، صعب وقد تزيدُ لا تنقص ، كل يومٌ هوَ بعيداً عنكِ أشعر أنني في منفى لا أملك ظلاً يُشبهني ولا استأنس به، اتكئ على نافذة شباكٍ في مقهى حزين وفنجان قهوتي الفارغ أُصيب بالدوار وأنا أُديره بالطبق وعيني ترسمك وتكتبك قصيدة تتعثر ، ترفض البوح ، عنيدةٌ هي قصيدتي تُشبهني !
أُريد أن أكون معكِ ثرثاراً كطفل مشاغب أنطلق نحوك ِ فأفقد وعيي بحضرتكِ وأكتبكِ بكلماتٍ مُختلفة بليلٍ طويل أحمُلكِ حُلماً في مرافئ المُدن القديمة ، عامٌ يذهب وآخر يأتي وكل شيء فيك يزداد جمالاً وأنا مازلت أنا بتلك الطٍباع ! لا أجرؤ على تلك المناطق التي تقفين بها تُغنين الفرح وتسكبين كؤوس السعادة، تعلمين جيداً أني أغرق في مراكب الحنين ، أفتقدكِ جداً ، أفتقد أشياء كثيرة أشعر بها فقط معك ِ.. فأمسكي سيدتي بيدي أمهليني واقرأيني بتأنٍ ساعديني لأن أتنفس بقربك الأكسجين.
** **
- منيرة الخميري