نادية السالمي
بطريقة ناعمة تمنحك التكنولوجية أدوات رسالتك، فهل لديك إعلان يعرف كيف يشق طريقه للمتلقي بطريقة ترضيك، وترضي توجهك؟.
إذا كانت إجابتك لا، فليس لهذا تبرير إلا كسلك، الذي يدفعك إلى نقد كل من يعمل عملًا أنت عنه متقاعس!.
الإعلان ثقافة:
تنوعت مصادر الثقافة والتوجيه اليوم، حتى الإعلان أصبح مصدرًا للثقافة، والمؤسسات الإعلامية تبذل كل ما تستطيع لتوجيه الرأي العام نحو فكرة أو سلعة، والدول الحديثة تعمل على الإعلان وتحاول استغلال هذه التكنولوجية لتتماشى مع أهدافها والأيدولوجية التي تسعى إلى نشرها، فتمارس التأثير وإقناع الجمهور في الداخل والخارج، حتى أن فرنسا ابان ثورتها عيّنت وزيرًا للدعاية والإعلان ونجحت فيما أرادت الوصول إليه.
أخطاء الإعلان :
- أي متلقٍ يدرك تلك الأخطاء، ولاحظ أن البداية والخاتمة في طريقة الإخراج لإعلان زين غير موفّقة، وكان بالإمكان اظهار الإعلان بمقدمة أفضل.
- يستجدي الطفل طغاة العالم ليتوقفوا عن الإرهاب، وإهانة الإنسان واحتقاره لدينه وعرقه.
وسقط بشار الأسد فلم نرَ له وجودا، فهل الفكرة التي يراد تلقيها أن الأسد غير معني بهذا الكم من الدمار!. أم أن الإعلان التجاري يجب أن لا يتوقف في بلد ما بحجة إهانة رئيس عربي!.
على كل حال في الأولى، جهل متسربل بالعقول حيث إن مشكلاتنا مبدؤها من بني جلدتنا، فلولا بشار ما توغّلت إيران ولا شنت روسيا غاراتها على مدن عربية. فمتى سيفهم العربي أن طغاة العالم يساندون طغاتنا؟!. وفي الثانية تضليل لا يقل عن التضليل في الأولى، فالمهم هو الانتشار وبلوغ «زين» مكانة مرموقة عند المشاهد العربي.
الخطأ الآخر الإعلان حالم ويحمل صفة صانعيه، كيف يظن أن طغاة العالم سيتراجعون وإلى إنسانيتهم سيعودون وأن الضحايا يوما ما سيجتمعون وسيضحكون، حتى وإن كان على لسان طفل!، الطفل غير مؤدلج نعم، لكنه يعرف من يغرقه بالدلال، ومن يغرقه بالدماء أو الخوف، فمثلًا أطفال سوريا يعرفون الرئيس الروسي فلاديمير بوتين!.
أخطاء وقع فيها المنتقدون:
منتقدو الإعلان لم يعملوا حتى على صناعة إعلان يرسم توجههم، ويقنع المتلقي باتباع منهجهم، والأهم من هذا أنهم يرون أنه صناعة إيرانية وإخوانية، وهذا سبب كاف _ في نظرهم _ لرفضه والتشنيع به!
وهؤلاء لا أعرف كيف يفكرون وهل هم مدركون أنهم بهذا الرأي يقفون في صف إيران ومن شايعها؟!.
للأسف يروّجون دون فهم أن قضايا الأمة في سوريا وبورما وفلسطين هي الشغل الشاغل للإخوان وإيران، وبهذا يمنحونهم زخمًا من الإجلال وهالة من العظمة والمسؤولية أمام الأمة العربية والإسلامية!.