صحيح أن نادي الأحساء الأدبي لم يدعني إلى إحياء فعالية أو إدارة أمسية أو المشاركة في ندوة رغم كثرة الأنشطة والفعاليات التي أقامها ، وكذلك لم يتبن طباعة أي نتاج إبداعي لي ، أسوة بغيري من مبدعي الأحساء ، علما إنني عضو في جمعيته العمومية منذ تأسيسه ، كل هذا لم يزعجني ، لأنه كيان ينبض بالحراك المستمر في جميع مجالات الإبداع والثقافة وحتى في الشأن العام فيما يتوافق ورؤية المملكة 2030 ، فنظرتي لهذا الكيان ليست نظرة شخصية وذاتية ، كما هي نظرات آخرين ؛ بل نظرتي له نظرة شمولية وواسعة ، فما يقوم به من أنشطة وفعاليات وملتقيات وأماسي يستحق أن يشكر عليها ويصفق له بسببها ، بعيدا عن الذاتية ؛ فالذاتية تموت في مقابل معطيات أكثر لمعانا وبريقا ..!
وصحيح أن نادي الأحساء الأدبي تأسس متأخرا ولعله آخر الأندية الأدبية تأسيسا ، ولكنه أوجد نفسه في مقدمة الأندية الأدبية بما يقوم به من أنشطة ثقافية وإبداعية كثيرة ، وبهذا فإن ما به من حراك تجاوز أندية ربما زاد عمرها على نصف قرن ، فنادي الأحساء الأدبي بأعضاء مجلس إدارته ورئاسته وما يتميزون به من توافق وتآلف فيما بينهم ؛ ندرك هذا من خلال هذا الحراك وهذا الاشتعال في الأنشطة الكثيرة والمتنوعة في الثقافة والأدب والإبداع وفي مجالات أخرى تتوافق ورؤية المملكة 2030 حسب طموح محمد بن سلمان من خلال تتبع رؤياه وتحقيقها على أرض الواقع ، نادي الأحساء الأدبي يتميز بعدة جوانب بداية من مبنى مقره الذي يشكل أنموذجا كنادي أدبي يخدم شريحة كبيرة وواسعة من المجتمع وما ينبض به من حراك بقيادة رئيسه الدكتور ظافر الشهري الذي اخذ ألوانا متعددة في مدارس الإبداع ومذاهبه وفي مجاري واتجاهات كثيرة تحمل فلسفات متباينة في شؤون شتى في الحياة ؛ ليس فقط مقتصرة على جوانب محددة ، فنادي الاحساء الأدبي يشكل أيقونة ثقافية متكاملة وطبيعي أن هذا التكامل وهذا الجمال لا يكتمل من وجهة نظر آخرين فمن يعمل لابد أن تكون له هفوات ويمر بعدة عثرات وعراقيل ، ولكن استمرار النبض والحراك الساخن يخفي ويغطي تلك الهفوات تجاه بعض المبدعين ، وتتلاشى وكأن لا وجود لها ، حيث ذلك يتوافق ورؤية أعضاء المجلس فيه الذين لهم رؤية نحو تلك الأمور التي ننظر إليها كهفوات ، وهذا ليس عيبا من وجهة نظري وإن كان قصورا ، عموما يبرز من خلال هذه الرؤية فعاليات وأنشطة وطباعة وشراكات مع بعض المؤسسات الثقافية والفنية والأكاديمية والإبداعية والإعلامية وجهات أخرى تخدم الحراك الذي يسعي النادي إلى تحقيق أهدافه من خلالها .. ويبقى نادي الاحساء الأدبي بأنشطته يتلألأ محافظا على مكانته ، واعتقد أن الوزارة ؛ وزارة الثقافة والإعلام تنظر إليه بأنه شعلة من النشاط والنبض وكذلك نظرتنا نحن له ، فهنيئا لمبدعي الأحساء ومثقفيها بهذا الصرح الثقافي الكبير ، وترحيبا بما ترسو عليه سفينته بقيادة الدكتور الشهري الذي يتمثل في شخصية قيادية نافذة وفاعلة وكبيرة وله مكانة علمية واسعة تغطي جوانب متعددة من الثقافة والقيادة والأكاديمية والانفتاح الاجتماعي ، فشكرا له على ما قام به من جهود تسجل باسمه وبقية أعضاء مجلس إدارته في رفع أسم النادي ؛ نادي الأحساء الأدبي عاليا رغم صغر عمره مقارنة بيره من الأندية في المملكة .
** **
- حسن علي البطران
albatran151@gmail.com