علي الخزيم
هدية أهالي القصيم لإفطار جنودنا البواسل بالحد الجنوبي بإشراف إمارة المنطقة، هذه الجملة قرأتها مكتوبة على قافلة من شاحنات مُبَرَّدة تنقل هدايا بعض أهالي القصيم - وليس كلهم - بمعنى أن قوافل ستتبع لاحقاً بعون الله وبهمة النجباء بالقصيم بمتابعة كريمة جادة مخلصة من أميرها المحبوب صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن مشعل بن سعود وبمثابرة المسؤولين هناك -أيدهم الله-، هذه المبادرة الخيرة غير المستغربة من أصحاب المبادرات الملفتة بالقصيم لاسيما بالمجالات الخيرية الإنسانية كانت محل إعجاب الكل بأنحاء المملكة، أنقل مثالاً لذلكم تغريدة لمغردة تقول: (شكراً لكل من دعم وشارك في الهدايا الرمزية لرجال نذروا أنفسهم للذود عن حياض الوطن فقدرهم كبير ويستحقون الكثير حفظهم الرحمن، شكراً لأهل القصيم)، هذه المغردة قالت بصدق ما يريد أن يقوله كل مواطن بكل جزء من وطننا الغالي، بينما أهالي محافظة الخرج وبمتابعة من محافظها لم يكتفوا بالدعاء والإشادة - وغيرهم فعلوا كذلك بمحافظات أخرى - فقد دشَّنوا مبادرة (شهداءنا لن ننساكم) وقدموا ولازالوا يقدمون مساهمات اجتماعية وخيرية من شركات ومؤسسات يعود أجرها للشهداء ووالديهم، كما قدموا هدايا عينية لأسر الشهداء ضمنها علاج وخدمات مجانية تقدمها مجمعات ومراكز طبية وصحية ومؤسسات ذات علاقة.
ما تقدم ليس إلا أمثلة موجزة لا حصراً للمبادرات الطيبة من أهل هذه الأرض الأطيب فنحن - ولله الحمد - مجتمع مسلم يطبق معاني التكافل والتآزر والتآخي، وحينما يكون الأمر متعلقاً بأخوة يرابطون مجاهدين على الثغور يقاتلون مدافعين عن الأرض والعرض والذمار والمقدرات الوطنية وقبل ذلكم عن المقدسات الإسلامية؛ فإن كل مواطن هنا يرى نفسه جندياً يشعر بما يشعرون به من جهد وتضحية، وليس أغلى من التضحية بالنفس والتَّعطُّر بالدماء في سبيل الدين والوطن فلنقدم جميعاً ما تجود به أنفسنا من دعم ومساندة لهؤلاء الأبطال على حدود الوطن وكلٌ بجهده واستطاعته، وكلما تضافرت الجهود وتعاضدت كان لها الأثر الكبير للنهوض بهممهم والرفع من معنوياتهم؛ هم أبطال لم ينتظروا منا سوى الدعاء لهم بالنصر المؤزر، فإذا ما اجتمع الدعاء الصادق والدعم العيني (كهدية لا صدقة) فإن الوقع الحسن سيكون أبلغ بنفوسهم ولإشعارهم أن كل مواطن يعيش معهم بمشاعرهم البطولية وتسابقهم للذود بكل بسالة عن دينهم وديارهم؛ ديار العز والشمم والحزم والعزم؛ أكرم بها من بلد وأكرم بها من قيادة شامخة مخلصة؛ وأكرم به من مواطن لا يرضى الهوان والذل؛ يبذل الغالي والنفيس لعزة بلاده ورفع راياتها عزيزة خفاقة.
مخطئ من يرى أن الدعم والمبادرات التي يقدمها المواطن من كل المناطق والمحافظات لجنودنا البواسل أنه لسد نقص وتقصير قد يحدث من الجهات الرسمية تجاههم، لا تصدقوا هذه المزاعم الصادرة من أبواق مشبوهة مأجورة لا تريد لنا الخير، وإني لأدعو لتنظيم مبادرة من القادرين لتقديم هدايا العيد المناسبة لجنودنا الأبطال المرابطين على حدود الوطن تبدأ بوقت مبكر لتصلهم قبيل العيد، فمن لها؟!