سلمان بن محمد العُمري
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في شهر رمضان، وما أحوجنا إلى أن نقتدي بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل أمر ولا سيما في هذا الشهر الكريم حتى يتحقق الغرض من الصيام وهو التقوى.
ونحن في شهر الصيام شهر الجود والإحسان الذي تفتح فيه أبواب الجنة وتصفد الشياطين وينادي مناد يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشهر أقصر، ولله عتقاء من النار، وذلك في كل ليلة مطالبون أن نغتنم هذه الليالي والأيام المباركة لكل عمل صالح، وأولى الناس بإحساننا للأهل والأقارب أن نحسن إليهم بالقول والفعل.
فالأم والزوجة والأخت والبنت مع صيامهن الطويل الذي يتجاوز الخمس عشرة ساعة وفي الحر الشديد هن من يقمن بإعداد طعام الإفطار والسحور، ويبذلون جهوداً مضاعفة طوال الشهر الكريم وحقهن علينا أن نقدم لهن الكلمة الطيبة والدعوة الصادقة عند كل إفطار، وأن نختم الشهر المبارك بتقديم الهدايا المناسبة لهن.
إن البعض هداه الله محروم حتى من الكلمة الطيبة ولا يأتي منه سوى النقد والتوبيخ حتى في الشهر تجده ذاماً لكل ما يقدم وغير شاكر، وقد حرم نفسه وحرم من حوله الابتسامة والهناء.
نسأل الله العافية، وما نقوله عن الأم والبنت والزوجة والأخت حينما يعملن في رمضان وعن أهمية الإحسان إليهن بالقول والعمل فإن العاملات في المنزل من الأخوات المسلمات ويعملن وهن صائمات مثل أهل البيت يستحقن أن نحسن لهن في هذا الشهر الفضيل؛ كما نحسن لأهلنا وذوينا وأن نرفق بهن قولاً وعملاً.
تقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام ورزقنا التوفيق والسداد في القول والعمل، ويغفر لنا ولوالدينا ويصلح بناتنا وذرياتنا.