المدينة المنورة - خاص بـ«الجزيرة»:
أكد أكاديمي متخصص في الدراسات الدعوية أن المملكة العربية السعودية تمتلك العديد من السبل الكفيلة بتعزيز الاستثمار الأمثل للدعوة إلى الله كقوة ناعمة مؤثرة في عالم متغير مضطرب متقلب يسير إلى نتائج رهيبة غير متوقعة نتيجة لاستخدام بعض القوى العالمية للأيديولوجيا الدعوية الخاصة بها كقوة ناعمة مؤثرة جدا مثل النظام الإيراني والحلقات المتلازمة له في البلاد العربية والإسلامية مثل: حزب الله والحوثيين وغيرهم.
وقال الدكتور عبد الرحيم بن محمد المغذوي أستاذ الدراسات العليا بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة أن الدعوة الإسلامية الغراء السمحة تعد وسيلة فاعلة مؤثرة جدا في المجتمعات العربية والإسلامية والأقليات بل وفي العالم كله إذا أحسنا استخدامها وتفعيلها، وهي تنطلق من رؤية إنسانية عالمية واضحة ومحددة المعالم وهي إرادة الخير والرحمة والبركة والإحسان والحث على الأمن الفكري والأمان والسلام الاجتماعي في العالم؛ كما تهدف الدعوة إلى نشر رسالة المحبة والسلام بدين الإسلام الحنيف العظيم والتعريف بالحقوق المدنية والاجتماعية التي كفلتها الشريعة الإسلامية الغراء لعموم البشر دون استثناء.وأوضح د. عبدالرحيم المغذوي أن هنالك عوامل كثيرة لنجاح الدعوة الإسلامية كقوة ناعمة مؤثرة في العلاقات الدولية للمملكة العربية السعودية منها: وجود الحرمين الشريفين قبلة العالم الاسلامي ومزار المسلمين من كل مكان، واحتضان المملكة العربية السعودية للميراث الرسولي متمثلا في المسجد النبوي، ومجمع الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود للحديث النبوي الشريف وغيره، و تشرف المملكة العربية السعودية بخدمة كتاب الله تعالى القرآن الكريم ووجود مجمع الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود لطباعة المصحف الشريف، ووجود الحاضنات الإسلامية متمثلة في رابطة العالم الإسلامي، ومنظمة التعاون الإسلامي والبنك الإسلامي للتنمية، ووجود الجامعات السعودية التي تهتم بالدعوة الإسلامية الغراء مثل: الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، وجامعة أم القرى بمكة المكرمة، وتأسيسا على كل ذلك وغيره يحسن الاهتمام بالدعوة الإسلامية والطاقات المتجددة في برامجها ووسائلها وأساليبها وتقنياتها وتعليمها وأبحاثها وأخلاقيات العمل فيها وكل ما يتعلق بها من قضايا وذلك من خلال جملة من الطرق منها: تدعيم برامج الدعوة الإسلامية كقوة ناعمة مؤثرة في شتى المجالات، ودعم الجامعات السعودية التي تهتم بالدراسات الدعوية الجامعية والعليا، وتقديم الدعم الكامل لأقسام الدعوة والثقافة الإسلامية في الجامعات السعودية للقيام بأدوارها التعليمية والبحثية وخدمة المجتمع داخلياً وخارجياً، والعناية ببرامج الدعوة والثقافة الإسلامية شاملة الدراسات الجامعية والعليا في الجامعات السعودية وتحقيق الاعتماد الأكاديمي لها، وتقديم المنح العالمية الدراسية والبحثية للطلاب ولطالبات لتمكينهم من الدراسة في الجامعات السعودية، وفتح المجال لدراسة الدعوة والثقافة الإسلامية للطالبات من خلال تقديم المنح الدراسية والبحثية لهن مع وجود المرافق، والتوسع في إيجاد الحلول المناسبة للمشاكل التي تواجه العمل الدعوي في العصر الحديث، وإيجاد مراكز لترجمات الكتب والبحوث العلمية والعملية التي لها صلة بقضايا الدعوة في العالم، وتأسيس (مجمع الدعوة الإسلامية) في المملكة العربية السعودية ليكون بمثابة المرجعية للدعوة الإسلامية في العالم، وتدعيم برامج الدعوة الإسلامية لتكون قوة ناعمة ملهمة في برامج حوار الحضارات وأتباع الأديان والثقافات المختلفة في العالم.