عبد العزيز بن علي الدغيثر
«بصراحة» لم يتوقع الفيفا قبل غيره أن تقفل جميع القضايا والمطالبات المسجلة على الأندية السعودية بهذه السرعة المذهلة، وهي عشرات القضايا وليست واحدة أو اثنتين اقترفتها بعض الإدارات السابقة للأندية أو ما تسمى إدارات «الهياط»، ولكن ما تتعسر إلا ويفرجها ربك.
نعم لقد انحلت وأصبحت من الماضي وباتت ديون الأندية الخارجية «صفر» بعدما سخر الله لهذا الوطن وأبنائه واحداً منهم حمل على عاتقه قيادة وطن وبتوجيه من والد الجميع الملك سلمان حفظه الله فولي العهد قائد شباب ومستقبل وطننا الغالي يبني ويؤسس المستقبل الحديث في جميع الجوانب، وإدراكاً من سموه حفظه الله أن الوطن لا يمكن أن يسير بدون سواعد أبنائه والاعتماد عليهم بعد الله أعطى جل اهتمامه ووقته في خدمته ورفع مستوى تطلعاته.
وما مكرمة سموه الأخيرة وتسديده جميع الديون والمطالبات الخارجية على جميع الأندية إلا أكبر دليل على هذا الدعم والمساندة ورفع مستوى الأداء وتذليل جميع الصعوبات.
والحقيقة التي نفتخر بها دائماً وأبداً أن هذا الوطن لا خوف عليه ودائماً نحن مطمئنين في ظل وجود قيادة حكيمة وداعمة لأبنائها ومواطنيها ومستقبلهم والسعي لإسعادهم في مختلف متطلبات الحياة، واليوم الحديث يطول حول وقوف سمو ولي العهد مع الشريحة العظمى من أبناء الوطن وهي شريحة الشباب، فقد جعلهم اليوم من أرقى شباب العالم بتأمين جميع متطلباتهم سواء على مستوى الترفيه أو تلبية جميع مستلزماتهم وجعلهم أفضل من غيرهم ومن حولهم فلم يكن الدعم الكبير وغير المسبوق الذي أمر به سموه والذي من خلاله لن تسمع بعد اليوم أي مطالبات أو قضايا أو مشاكل لرياضة الوطن مع أي جهة خارجية سواء الفيفا أو مكاتب محاماة أو مكاتب تعاقدات، فالأندية اليوم في أيد أمينة وبمتابعة دقيقة من قبل القيادة الرياضية بعدما منحها ولي العهد الدعم غير المسبوق من جميع الجهات، ولم يكن طلب سموه حفظه الله أن يكون مستوى الدوري السعودي للنجوم من أفضل عشرة دوريات في العالم وأن يكون المستوى العام الرياضي في مصافي الدول المتميزة في مختلف الألعاب والفعاليات إلا دليل وأكبر برهان على دعم سموه واهتمامه ومتابعته رغم مسؤولياته وانشغاله، ولكن هذا هو أميرنا الشاب وولي عهدنا الطموح وقائد مسيرتنا ومستقبل وطننا أميرنا المحبوب محمد بن سلمان.. ومسكين وألف مسكين اللي ما عنده «محمد بن سلمان».
نقاط للتأمل
- هم وانزاح وذهب بدون رجعة والذي دائماً ما يكون هو المرهق والعائق والمزعج ألا هو «الدين» والذي حذر الله ورسوله من عدم سداده والوفاء به والحمد لله اليوم انزاح هذا الدين نهائياً من جميع الأندية والشكر والامتنان لأهل الفضل والجود متمثل بسمو ولي العهد وصقر الوطن الابن البار الأمير محمد بن سلمان حفظه الله، اليوم الأندية وأبناؤها ومنسوبوها مطالبين برد الجميل والعرفان لحكومتنا الرشيدة ولسمو ولي العهد تحديداً من خلال العمل المميز وخدمة المجتمع وعكس الواجهة الحقيقية للشباب السعودي والمنافسة الشريفة على مختلف المستويات.
- أتوقع بعد الخطوة الموفقة والغير مسبوقة التي تمثلت بتسديد ديون الأندية أن يرتفع مستوى العمل والأداء لجميع الأندية السعودية المحترفة وفي مختلف الدرجات، وستكون المنافسة كبيرة وعالية المستوى واستقطاب أفضل العناصر الداخلية والخارجية، لأن الجميع مدعوم والاستثمار والعمل المؤسسي هو ما يلوح في الأفق وهذا ما يجعل الطموح مرتفعا ومتاحا للجميع والعمل في أجواء مريحة وغير مسبوقة وهذا ما يأمله الجميع دون استثناء.
- بدأت التعاقدات تدخل المنعطف الأخير لجميع الأندية، حيث إن الوقت يسير سريعاً نحو المونديال العالمي الذي لم يبق على انطلاقه الكثير، فقد سارعت أندية كثيرة للتخلص من بعض لاعبيها المحترفين واستقطاب لاعبين يرون أنهم الأفضل وكذلك المدربين، وكان أبرز حدث عودة المدرب الشهير دياز لقيادة فريق الاتحاد الموسم القادم، فيما لم يتضح حتى الآن من هو مدرب الهلال الجديد، وكذلك الغموض يسيطر على الأهلي وتحركات إدارته الجديدة، والنصر لا زال غائب المعالم مع مدربه الجديد القديم حول اللاعبين الذين يجب أن يكونوا على أعلى المستويات.
- تم تسديد الديون وشكراً لأهل الفضل على تسديدها ولكن ماذا بعد؟ هل سيتم محاسبة المتسببين في تراكمها؟ ولا أعتقد أن إدارات الأندية وحدها تتحمل المسؤولية بل هناك جهات أخرى يجب أن تطالها المساءلة خاصة اتحاد اللعبة ولجانه الموقرة التي سمحت للأندية بإبرام الصفقات وتقر وتصدق على التعاقدات والأندية مديونة، كذلك الرئاسة العامة السابقة المسؤولة عن الأندية وهي تشاهد ولم تتحرك لإيقاف الهدر المالي وتراكم المديونيات، فوالله حرام أن تهدر مئات الملايين على لاعبين ومدربين بغض النظر عن أدائهم ولكن أن تكون الأندية ضحية تلاعب مكاتب تعاقدات ومدراء أعمال وإدارات أندية غير مبالية وبالأخير مديونيات تفوق المليار ريال ولكن هناك حساب في الدنيا وحساب في الآخرة والله وحده أعلم.
خاتمة
من سار بين الناس جابرًا للخواطر
أدركه الله في جوف المخاطر»
قال تعالى: {هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ}.
وعلى الوعد والعهد معكم أحبتي عندما أتشرف بلقائكم كل يوم جمعة عبر جريدة الجميع «الجزيرة» ولكم محبتي وعلى الخير دائماً نلتقي.