كلنا مع التوطين والسعودة وهي مصطلحات وعبارات وأمنيات إن صح التعبير نرددها منذ سنوات عديدة وما زلنا وأهداف سنبقى نتبناها شكلاً ومضموناً وسنعمل ونبذل كل الجهود الوطنية الممكنة لتحقيقها، وكل الدول تعمل على تمكين مواطنيها من الوظائف والمناصب القيادية ولا غبار على ذلك ولا يعيبها وتحية إكبار وإجلال لكل مسؤول يتبنى هذا النهج والتوجه.
إلا أن البعض يفهم خطأ أن هذا التوجه هو محاربة لكل من هو موجود على أرض الوطن من غير السعوديين وهذا غير صحيح فلا يمكن أن نلغي أو نقلل من الخدمات التي قدمها غير السعوديين للوطن والمواطن في وقت من الأوقات مع قناعتي التامة بأن وجودهم يجب أن يكون محدوداً بزمن وإن طال فأهم هدف لوجود غير السعوديين هو نقل المعرفة وتوطينها بخطة زمنية محددة وواضحة حتى قبل قدومهم للعمل في الوطن.
الأشخاص غير السعوديين كانوا في التعليم في بداياته وفي المستشفيات وفي المصانع وفي الشركات وفي المحلات التجارية والمنطق ومؤشرات التنمية تحتم تناقص العدد مع مرور السنين، لكن هذا لا يلغي أن الحاجة ما زالت قائمة للبعض وفي تخصصات غير متوافرة في الوطن لا سيما في المشاريع التنموية الطموحة والجديدة، ولذا لا نحجم دورهم ولا نقلل من أهميتهم متى ما دعت الحاجة لوجودهم كما أننا نحمل كل الاحترام والتقدير لكل المقيمين على أرض الوطن من عامل النظافة حتى أكبر مسؤول.
الوطنية لا تعني إلغاء الآخرين والتقليل من شأنهم وانتقاصهم ولذا لكل هؤلاء من عرب وغيرهم كل الود والتقدير ومرحباً بهم على أرض الوطن طالما هناك حاجة تنموية لوجودهم بيننا وتعلمنا منهم الكثير على مقاعد التعليم وحتى في مواقع العمل ومن خلال اجتماعاتنا بهم وعملنا المباشر وغير المباشر معهم ولنعمل جميعنا على إيصال هذه الرسالة لهم أينما كانت مواقعهم العملية ولنعمل على تسهيل مهامهم وتيسير حياتهم بيننا ونقل صورة إيجابيهم عن تجربتهم في وطننا أولاً وأخيراً وكما يقال لنضع أنفسنا في أماكنهم.