دائماً ما يُطرح ويُكرر موضوع (العلاقات السعودية - الأمريكية) وأهمية هذه العِلاقات على مَدى عُقود من الزمن وخاصة حينما يكون هناك اتفاقيات مشتركة بين البلدين أو حينما يكون هناك زيارات رسمية على مستوى رفيع، وهذه إشارةٌ ودلالةٌ واضحة على عُمقِ هذه العلاقة وتجددها المستمر، والحكاية بدأت مُنذ ما يقارب الثمانين عاماً حينما ظهرت المملكة العربية السعودية الدولة الفتية في المنطقة وبدأت بترسيخ نفوذها الإقليمي والدولي على يد المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز -طيّب الله ثراه- حِينها ارتَبطت الولايات المتحدة الأمريكية معها لتحقيق شراكة اقتصادية وسياسية قوية لعلمها بالمكانة التي سوف تصل إليها وكذلك لعلم المملكة العربية السعودية بأن الولايات المتحدة الأمريكية هي القطب الأوحد الذي سوف يقود العالم، فتتابعت هذه العلاقة على يد الملوك السابقين -رحمهم الله- إلى وقتنا الحالي في ظل عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله- وازدادت قوة العلاقة ومتانة إلى أن رأينا رجل المرحلة وهو يوطدها ويقويها أكثر فأكثر ولعل الجانب الأمريكي وفي مقدمته فخامة الرئيس رونالد ترامب رأى في رجل المرحلة ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد أنه جدير بأن يَصيغ حُقبة جديدة من العلاقات والاتفاقيات وأن تَعلو فيها الامتيازات أقوى من سابقها، ومن هذا المنطلق أقول إنه لا بد من ظهور ثمرة لهذه العلاقات السعودية - الأمريكية القوية هذه الثمرة يراها ويلاحظها ويلامسها لأنهم هما المستهدفان من مخرجات التنمية المشتركة بين البلدين، وأخص بحديثي الآن الجانب الأمريكي وإلى المسؤولين الأمريكيين ها أنتم ترون المملكة في تطور مستمر وفي ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله- ازدادت تطوراً وأن المواطن السعودي مواطن مثقف معتدل يتعايش مع الآخر ليس لديه مشكلة مع أحد وأن المواطنين السعوديين موجودون في كل أقطار العالم، وكما تَذكرون أن كثيراً من مواطنيكم كانوا أصدقاء وزملاء ومجاورين لكثير من الأسر السعودية فلهم ذكريات جميلة مشتركة وكانوا متعايشين معهم بكل أريحية خلال فترة عملهم في المملكة، وكذلك العكس صحيح فخلال وجود السعوديين في الولايات المتحدة الأمريكية كانوا يحظون بكل احترام وتقدير من جانبكم حتى جاءت أحداث سبتمبر المشؤومة التي ليس لنا أي يد فيها بشهادتكم، ورأيتم بعدها الكثير من السعوديين الشرفاء الذين يرفضون هذاالعمل الإرهابي، فبعد هذا الزمن آن الأوان لأن تكون مكانة المواطن السعودي عند المسؤولين الأمريكان في الدرجة الأولى من الحفاوة والتقدير والتسهيلات كما كانت في السابق، وهذا الأمر سوف يكون ثمرة جيدة لهذه العلاقة الطيبة بين البلدين وتزيد من الترابط والمحبة أكثر بينهما، وفي هذا المقام أبارك هذه الزيارة لسمو سيدي ولي العهد وما لقيه من حفاوة وتكريم من قبل الحكومة الأمريكية وأدعو أن تخلق فرص مشتركة أكثر وتعاون مشترك أكبر وأن تتكلل بالنجاح والتوفيق.