فهد بن جليد
يكمن سر استمرار نجاح العديد من مشاريع الأعمال الصغيرة في المُجتمعات الغربية، في أنَّ أصحابها مُمارسون حقيقيون لأنشطتهم التجارية، فلا تستطيع تمييز المُدير أو صاحب المُنشأة بين باقي الموظفين، لأنَّه ببساطة مُنخرط مع الجميع في العمل، والدلائل على ذلك كثيرة حتى لدى مديري أكبر وأضخم وأنجح الشركات، بعكس ما نُشاهده اليوم من بعض العاملين ورواد الأعمال السعوديين الذين يعتقدون أنَّ (جواز عبور) مشاريعهم ونجاحها وتعاطف الجمهور وجذبهم، تحقق - بداية الأمر - عندما علِم الجميع بأنَّها تعود لمواطنين فقط .
على شبابنا أن يتخلصوا من هذه الثقافة سريعاً، التي قد تكون صحيحة في البدايات، أمَّا اليوم فلا أعتقد أن المُستهلك أو العميل سيقبل بالوقوف عند سيارة (فود تراك) ليشتري الطعام من يدي (عامل مُقيم) بسعر أغلى، بينما يُفترض أنَّ هذا المُنتج أعدَّه شاب سعودي يستحق الدعم والمُساندة، وعلى هذا يمكنك القياس والمُقارنة بين الكثير من المشاريع والأعمال التي نتعاطف معها، ونحاول مُساندتها لأنَّ أصحابها والقائمين عليها من أبنائنا، لنفاجأ بأنَّ أصحابها أعادونا للمُربع الأول، مُعتقدين بأنَّ السمعة تكفي لحظة الافتتاح، لتواصل هذه العمالة (المُهمة كاملة) نيابة عنهم، وعلى الزبون أن يدفع في نهاية المطاف - لست مُتحاملاً على أبنائي وإخواني - ولكن ما نُشاهده في بعض محلات الخضار، وبعض المطاعم، وما نسمعه عن الأسر المُنتجة، والمشاريع التجارية الأخرى التي ينشئها الشباب السعودي بداية الأمر، وبعد أن تجد رواجاً وشهرة وقبولاً عند الناس، يتخلون عنها للعمالة لإداراتها، يظل أمراً مُزعجاً خصوصاً إن أعتقد بعض هؤلاء أنَّها لم تعد لائقاً بهم للاستمرار والتواجد فيها، بينما هي الركيزة الأساسية والحقيقية لنجاحهم، بحجة أنَّ عليهم التوسع أكثر، وإسناد بعض المهام لعاملين أجانب لا يختلفون كثيراً عن المحلات الأخرى في السوق، بينما السعر سيبقى أغلى في المحل السعودي شكلاً!
نصيحتي لكل شاب وشابة: حتى تنجح في مشروعك، مهما كان كبيراً أو صغيراً (كن جزءاً منه)، لا تتنازل عن هذا الحق الأصيل، استمر كل يوم كما كنت في اليوم الأول، لا تترك مكانك لغيرك، ولك في أعظم وأشهر وأنجح رجال الأعمال في العالم (خير مُثال)، فالناس ستُساندك وتتفاعل معك، وستحبك وتدعمك، وستكسب ثقتهم أكثر، متى ما رأوك ووجدوك، لأنَّ نجاحكم يهمُّنا.
وعلى دروب الخير نلتقي.