ميسون أبو بكر
لم يكن قرار السماح للمرأة بقيادة السيارة في المملكة قرارًا مفاجئًا بالنظر إلى جملة القرارات التاريخية الأخرى التي شهدتها المملكة، وتواكب رؤيتها 2030، والتي يتطلع العالم لها بدهشة وترقب، وشغلت وسائل إعلامه بتأثير واسع.
رحلتي اليومية للتدريب على القيادة في جامعة الأميرة نورة كانت لها نكهة أخرى، تختلف عن زياراتي السابقة للجامعة؛ فقد ضمت الجامعة مقر المدرسة السعودية للقيادة، وأهَّلها لذلك الموقع الضخم والإمكانات الكبيرة التي تتميز بها، والتي جُهزت في وقت قياسي بالتعاون مع المرور والمدرسة الإماراتية للسياقة.
الجامعة التي هي عالم المرأة المعرفي والتعليمي استطاعت أيضًا أن تكون مقرًّا لتدريبها على القرار الذي انتظرته طويلاً للخلاص من العبء الاقتصادي الذي يرهق العوائل في استقدام سائق وراتب وإعاشة شهرية له، إضافة إلى مخاوف العائلة من شخص غريب ودخيل على المنزل والأطفال، والكثير من الحوادث والقصص التي لم تنسها ذاكرتنا، ثم مخاطر السائق الخفي والحوادث المترتبة عليه.
10 - 10 هو الموعد المرتقب لقيادة النساء في المملكة، وهو موعد المجتمع بأكمله معها فيه.
العاصمة الرياض هي دولة بحد ذاتها نسبة للمساحة وعدد السكان.. تسعة ملايين رحلة، وسبعة ملايين نسمة، ومئة مليون كيلومتر تُقطع فيها؛ لذلك فإن الجهود المبذولة في المرور كبيرة؛ لتستوعب هذه المساحة والعدد السكاني الكبير؛ وهو ما يحمِّل المجتمع مسؤولية أكبر في التاريخ المحدد لقيادة المرأة السيارة، تجعله شريكًا في نجاح هذا القرار نظرًا للمسؤولية المجتمعية المنوطة به؛ إذ هو مشروع أسرة ومجتمع، وليس مشروعها الشخصي.
إنَّ وجود المرأة سائقة سيجعل الذائقة أعلى وأكثر تهذيبًا، والشوارع أكثر التزامًا بقواعد وإشارات المرور؛ إذ يعرف عن المرأة التزامها وذوقها.
السؤال الذي يتبادر إلى الذهن هو: ماذا سيكون الواقع بعد مرحلة الحصول على الرخصة؟ وكيف ستواجه النساء كل الأخطاء التي يمارسها السائق الأجنبي في الشوارع، الذي تعد درجة قيادته مقبولة، ولا ترتقي للحرفية؟
في الشوارع بدأت الإشارات توجَّه للسائق الرجل والسائقة المرأة؛ وهو ما يبشر باهتمام وتهيئة للشوارع قبل الموعد المحدد للقيادة.
بالعودة إلى المدرسة السعودية للقيادة فقد فتحت بابًا واسعًا لتوظيف المرأة السعودية بدءًا من قسم الاستقبال والتسجيل والدروس النظرية إلى التدريب العملي، ثم الفحص الذي تتولاه نساء سعوديات بحرفية.
موعدنا العاشر من شوال. ولي وقفة أخرى.