رقية سليمان الهويريني
ابتداءً من العام الدراسي القادم 2018- 2019م تعتزم جامعة الملك فهد للبترول والمعادن -ولأول مرة- قبول طالبات للالتحاق ببرامج الدراسات العليا لدرجتي الماجستير والدكتوراه في تخصصات محددة كالرياضيات، والإحصاء، وعلوم الحاسب الآلي وهندسته، وكذلك إدارة الأعمال والإدارة الهندسية.
ولعل ذلك توطئة لفتح المجال في علوم أخرى كالمعادن وهندسة الطيران والفضاء وتخصصات المنشآت السطحية للنفط والغاز وغيرها من التخصصات المحتكرة للطلاب والمقتصرة عليهم دون الطالبات، وفي هذا تأهيل للمرأة ودعم لاحتياجات التنمية التي تتطلبها المرحلة الحالية لتحقيق رؤية المملكة 2030 لكي تؤدي دورها المطلوب في خدمة الوطن.
إن المملكة في المرحلة المستقبلية تتطلب إعداد قيادات نسائية مؤهلة بعد أن بقيت المرأة بعيدة عن بعض التخصصات التي تظهر قدراتها الابتكارية والتي طمرها التعليم التقليدي؛ الذي تسعى الحكومة الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- إلى تطويره وتمكين المرأة.
إن توجه الجامعة لإتاحة الفرصة للطالبات ينبغي ألا يقتصر على تخصصات موجودة في كافة الجامعات؛ لما تتميّز به الجامعة من انفرادها في علوم البترول والمعادن والبتروكيمياء وهو التخصص المجهول عند الفتيات، وفي منحهن الفرصة ستبرز بلا شك قدراتهن وسيتمكَنَّ من الإسهام في البحوث العلمية وتطوير التقنية التي هي أهم أهداف تحقيق الرؤية المباركة.
ولعل التخصصات العلمية القادمة تُخرِّج أكاديميات وباحثات في مجالات علمية جديدة وغير نمطية، وفي المقابل إيقاف بعض التخصصات النظرية المستهلكة التي لا تفيد المتخرّجات ولا تصب في مصلحة سوق العمل؛ مما أنتج لنا خريجات عاطلات لعدم الحاجة لتخصصاتهن.
المستقبل ينبئ بتحقيق آمال طال انتظارها مما سيجعل بلادنا في مصاف البلاد المتقدمة وهو ما سيزيدنا فخراً لانتسابنا لهذا الوطن العظيم.