يوجد لدينا 27 جامعة موزعة على ثلاث عشرة منطقة حيث تشهد هذه الأيام تكدساً في التسجيل والقبول حتى أصبح القبول في إحداها حلماً يراود بعض أبنائنا والميول والتخصص غير وارد طالما الهدف الأول للمتقدمين هو القبول فقط، أما من لا يحالفه الحظ فسوف يزيد علينا عبء البطالة المتفشية أصلا، وزارة التربية والتعليم اعتمدت 5 % قبولاً للأجانب من عدد المقبولين ناهيك عن المنح الدراسية لغير السعوديين وهذا جيد لتنوع الجامعات لدينا وفرصة أيضا كي نصل للتصنيف العالمي، ولكن هذه النسبة العالية أثارت غضب بعض أبناء الوطن والأحق في القبول في جامعاتهم التي حرصت الدولة على أن تكون هذه الجامعات لأبناء الوطن أولاً.
لا اعتراض على قبول الأجانب في جامعاتنا خاصة المقيمين بيننا الذين نعتبرهم شركاء بالتنمية ولا اعتراض أيضًا على المنح الدراسية لبعض جامعاتنا التي تشمل السكن والإعاشة والمكافأة ولكن هذه النسبة اعتمدت عندما كان عدد المتقدمين لكل جامعة لا يزيد عن خمسة آلاف وليست كما هو الحال اليوم الذي يزيد عدد المتقدمين عن خمسين ألفاً لكل جامعة حيث أصبحت هذه النسبة عالية جدًا وعبئاً على مستقبل أبنائنا خاصة أنها لا تقاس بالعام بل كل بدء فصل دراسي جديد وجامعاتنا لديها فصلان دراسيان مما يرفع النسبة إلى 10 % ولو فرضنا أن عدد المقبولين في الجامعات الكبيرة لكل عام 100 ألف طالب سوف يكون عدد الأجانب 10 آلاف طالب أجنبي وأبناؤنا الذين لم يحالفهم الحظ للقبول أولى بها بدلاً أن نجبرهم على طريق ربما لا يحمد عقباه.
عندما تذهب لأي جامعة سواء بالوطن العربي أو الدول الأجنبية وتصادف طالباً سعودياً وتسأله لماذا تتلقى تعليمك في هذه الجامعة يرد عليك بكلمات مؤلمة لنا جميعا يشوبها الحزن أولاً قبل أن تسمع الإجابة وهي (لم تقبلني جامعات بلدي) إذن لماذا يقبل الدارس والدارسة في بلاد الغربة ولا يقبل في بلده مع العلم إننا دولة نامية وعلينا تأهيل أبنائنا للمستقبل, ولكن كيف لنا أن نصل لرؤية عشرين ثلاثين وجامعاتنا تفضل قبول الأجنبي على أبنائها، إذا كان الهدف من هذه النسبة العالية والمنح الدراسية التي تحتل مكان أبناء البلد هي الدعاية فعلى وزارة التعليم أن تراجع هذه النسبة ولماذا لا تكون 2% كي نكسب الدعاية ونعطي أبناءنا فرصة أكبر للقبول.