قد لا يدرك البعض الأهمية القصوى لما قام ويقوم سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان من أجل مستقبل الوطن، وغد الجيل القادم الذي سيدرك عطمة ما يتحقق أكثر منا.
نحن الآن برغد موارد البترول.
لكن هذا الأمير كانت نظرته أبعد من راهن اليوم.. امتدّ بصره نحو القادم فكان أن نهض بمشروع وطني كبير لتنمية مستدامة وجودة الحياة والجيل القادم، ليتمتع بما تمتع به الجيل الذي سبقه، وسيذكرون محمد بن سلمان بالامتنان والوفاء وسيجعلونه «أيقونة» فارهة يفخرون بها.
=1=
متى ستبدأ ثمار هذا المشروع الوطني
- ستتبلور ثمار مخرجات هذا المشروع الوطني الاقتصادي والتنموي خلال سنوات محدودة وسيتعاظم أثر هذه الثمار أكثر إذا بدأ نضوب البترول أو انخفضت أسعاره؛ أن الرهان على البديل المعادل للبترول هو «الطاقة الشمسية» التي وقع الأمير محمد خلال زيارته الشهيرة لأمريكا أكبر عقد لها لتكون المورد الاستثماري الأبقى.
وسيذكر التاريخ لقيادة هذا الوطن: خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان تأمينهما «بعون الله وتوفيقه» مستقبل هذا الجيل ومن يأتي بعدهم.
=2=
الأمير وثلاث قدرات خصّه الله بها
- أكرم الله الأمير محمد بقدرات قلّ أن تجتمع بشخص واحد..
الأولى: قدرته على ترجمة ما ينويه لوطنه واقعاً ورؤية وعزيمة من خلال قراءته للمستقبل وقد نذر نفسه وسخر وقته للتخطيط والإنجاز حتى أن من يعملون معه يشفقون عليه فهو لا يجد راحة إلا نادراً، يقول لي أحد المسؤولين الذين يعملون معه: «إننا نطلب منه أحياناً أن يرتاح لكن نراه يجد راحته بالعمل».
لكأن الشاعر الحكيم المتنبئ يعنيه عند ما قال:
َبصرتَ بالراحة الكبرى فلم ترها
تنال إلا على جسر من التعب
القدرة الثانية: الطموح الذي يبلغ عنان السماء.. إنه يحلم ويعمل معاً راسماً بمخيلته أن يكون وطنه الأعلى اقتصاداً واستقراراً وتطوراً.
القدرة الثالثة: عزيمته التي لا تكل فهو بين وأخرى يفاجئ بدعم وتوجيه خادم الحرمين أبناء وطنه بمشروع لم يكن بالحسبان وتجد هذه المشروعات تتناغم مع تطلعات شعب المملكة العربية السعودية.
لكلّ هذا استسهل التعب وهان عنده الصعب وأصبح يسابق الزمن خشية أن يرحل عن الدنيا كما قال -حفظه الله- وهو لم يحقق كل ما سعي له لوطنه.
و:
إذا كانت النفوس كباراً
تعبت بمرادها الأجسام
=3=
وزارة التعليم وفكرة من أجل فهم الجيل لأهداف هذه المشروعات..
- أطرح بين يدي هذا المقال فكرة أمام وزير التعليم لأن ما يجري بالوطن يتوجه بقدر كبير إلى أبناء المدارس والجامعات وبالتالي لا بد أن يدركوا ويعرفوا أهداف وتفاصيل هذه المشروعات الاقتصادية «الكبرى» التي أعلنت عنها الحكومة، ووقعت عقودها، وأبرم سمو ولي العهد اتفاقيات تاريخية مع الحكومات وكبريات الشركات بأوربا والولايات المتحدة الأمريكية.
إن من سيعمل بهذه المشروعات -بالمستقبل- هم جيل المدارس والجامعات فهم من سيشغلها بالمستقبل ويفيد منها.
من هنا لا بد أن يعرفوا عنها كل ما يتعلق بها، ويدرسون أبعادها وآثارها المستقبلية عليهم وعلى وطنهم واقتصاده، وكيفية التعامل معها والعمل فيها وبدون معرفتها لا يمكن أن يتقنوا المهارات التي يستطيعون أن يكونوا تروسها الفاعلة.
لذا أقترح أن تدرس وزارة التعليم فكرة تضمين بعض موادها العلمية معلومات وافية عنها لتكون أمامهم بوصلة تنميتنا رؤية 30 20 وخارطة طريق لكل ما يتعلق بالمشروعات الاقتصادية من لإيجابيات على مستقبل الوطن وغدهم.
فمثلاً مشروع الطاقة الشمسية الأضخم على مستوى العالم الذي وصفه المراقبون ودهاقنة الاقتصاد بالعالم بأنه أضخم مشروع للطاقة بهذا العصر.
ألا يستحق مثل هذا المشروع المفصلي بتاريخ اقتصاد وطننا أن يدرس معالمه الطلاب والطالبات ويدركوا الأسباب التي دعت إليه، ويعرفوا أن كل المقومات التي تحقق نجاحه موجودة على تراب بلدهم المبارك.
=4=
المستشار/ أ. القحطاني وبلورة أبعاد مشروع الطاقة
- لعل من أفضل من بلور أبعاد ومكونات وآثار هذا المشروع معالي الأستاذ المثقف سعود القحطاني المستشار بالديوان الملكي ورئيس مركز الدراسات والشئون الإعلامية بالديوان.. لقد بيَّن قيمته الاقتصادية والتنموية والمستقبلية بكلمات مركَّزة، وأصاب بتوصيفه عنما أطلق عليه «مشروع البترول السعودي الجديد» عند اكتشافه، كما أنصف وأعطى الأمير محمد بن سلمان قدره عندما قال: «لقد صنعه سمو ولي العهد على عينه».
ثم أوضح أ. القحطاني حقائق ماثلة كشف بها مكونات هذا المشروع الضخم بالمملكة وتواجدها على تراب الوطن الأخري وذكر منها:
1- الشمس: موقعنا الجغرافي مميز ومساحتنا الكبيرة التي تعادل قارة ومناخنا يجعلنا في مصاف مجموعة من الدول التي تتميز بذلك، ويمكنها الاستثمار في الطاقة الشمسية، ولكن ماذا يفرقنا عنهم؟.
2- الطلب: حجم الطلب بالسعودية كبير للغاية وخاصة مع المشروعات الكبرى التي تم إقرارها لرؤية2030.
3- المواد الخام وإدارة المواد وسلسلة الإمداد: المواد الخام اللازمة للمشروع تحتاج إلى مواد خام معينة، أغلبها -إن لم يكن كلها- موجود وغير مستغل لدينا، مثلاً: السيليكا، فوق هذا لدينا ميزة تنافسية، ما هي؟ النقاوة: متوسطها لدينا 5.97 % وتصل إلى 99 % وقس على ذلك بقية المواد مثل النحاس والزجاج).
وقد خلص معالي المستشار إلى الثمرات الوارفة التي سيجنيها الوطن اقتصاداً ودخلاً قومياً ونماء شارحاً الثمار التي سيجنيها المواطنون: انخفاضاً بأسعار الطاقة، وآلافاً من فرص العمل، وتنمية مستدامة -بإذن الله-.
=5=
الوطن: حاضر مزدهر وغد مشرق
- لنزرع الطمأنينة بقلوبنا وبقلوب جيلنا بما قامت به قيادة الوطن وما عملت عليه من مشروعات كبرى وتاجها «مشروع الطاقة الشمسية» وما سيزامنها من المشروعات الاقتصادية الأخرى.
إن هذه المشروعات تئد هاجس الخوف من «نضوب النفط» حيث أعد الوطن -بعون الله- البدائل الكفيلة إذا نضب النفط، وفي ذات الوقت هي بدائل معه خلال تدفقه. ليبقى وطننا دوماً: حاضراً مزدهراً وغداً مشرقاً.
حفظ الله هذا الوطن: واحة أمان وباحة نماء.
** **
- عضو مجلس الشورى السابق