فهد بن جليد
من تكلَّم في غير فنِّه أتى بالعجائب، لا أدري هل أميل مع الرأي الذي يُصنِّف عمرو خالد (كداعية) يظهر علينا في الفضائيات؟ أم (كإعلامي روحيات) يتم الاستعانة به في المُناسبات والمواسم الدينية؟ أم كراوية جيد ومؤثِّر للقصص والمشَاهد (العاطفية والإيمانية) المُبكية؟ أم كمُروِّج لا يُشق له غبار في التكسُّب من إعلانات (دجاج السحور والفطور) في رمضان؟!. المؤكّد في كل الأحوال أنَّ عمرو خالد لم يوفّق في رسالة اعتذاره عن إعلان ربط الدجاج بالارتقاء الروحي، ذلك الإعلان الذي كشف (وجهاً آخر) للاستغلال البغيض الذي يحاول بعض المشاهير في مجتمعاتنا العربية إخفاءه عن أعين مُتابعيهم، بعد أن قابل الإعلان رفضاً وسيلاً من السخرية و(الطقطقة) عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ليحاول عمرو الاعتذار وليته لم يفعل، فالخطأ المُركَّب الذي وقع فيه السيد عمرو خالد أنَّه لم يعترف بالخطأ الأول صراحة ليعتذر عنه, بل حاول التضليل مرة أخرى على المُتابعين بأنَّ كلامه فهم خطأ, بينما ما شاهدناه جميعاً لم يكن (كلاماً ارتجالياً)، بل كان إعلاناً (مدفوع الثمن) تمت كتابة نصه, ووضع له سيناريو وحبكة إخراجية, وقد يكون أعيد تصويره أكثر من مرة، حتى خرج بالصورة المُرضية لأصحاب الشأن، بعد أن تم عمل المُونتاج وإدخال التعديلات المطلوب له, ممَّا ينتفي معه احتمال الفهم الخاطئ أو اجتثاث المقصود من قبل المُتلقي (الغلبان) الذي يتضوّر جوعاً, وينتظر دجاج البركة الذي يُعلن عنه ويُوصِّي به الداعية المُفترض نفع الله بعلمه، وهنا لا تثريب على عمرو (الداعية والسيد والمُعلن) لو أنَّه احترم عقولنا قليلاً، واعتذر عن الخطأ ولم يُبرِّر كلامه بطريقة يتهرَّب فيها من المسؤولية بطريقة مفضوحة ومكشوفة وغير لائقة.
ما حدث درس مجاني لكل المشاهير الذين قد يضعفون للحظة أمام إغراء الإعلانات والتغطيات المدفوعة، فأي مشهور يعتذر عن خطأ ارتكبه دون قصد أو زلَّة لسان قد يُقبل منه ذلك، ما لم يترتب على هذا الخطأ ضرر يجب رفعه أو إزالته، أو عقاب يستوجب تطبيقه، فالعفو والسماح يُشترط له اعتذار صادق وواضح ومباشر للناس، ليس فيه تعالٍ أو استمرار للـ(فلهوة), فهل فعل ذلك (عمرو خالد)؟ لا أعتقد.
وعلى دروب الخير نلتقي.