حمد بن عبدالله القاضي
إنه بصمت نهاره.. وصخب ليله يحفزنا على أن نأنس به مضيئا لدياجير حياتنا.
نستشرف أن يكون نسمة روحانية تمسح جفاف أيامنا. ومزنة ندية تقلص خريف زمننا. وتملؤه ربيعا، وصفوا.
ولكن هل نفيد حقا من عطاء وروحانية هذا الشهر العظيم.؟
هل يمنحنا صمت لحظاته صفاءً في نفوسا، ونقاءً في مشاعرنا.
هل تمدنا إشعاعة فجره بضياء يتغلغل إلى ذواتنا فنمنح الصفاء والإحسان والتسامح للناس من حولنا.
هل نصيّر «رمضان» عالما تستحمّ فيه قلوبنا في بحيرات الخير.. والأمل.. والعطاء.
ما أروع أن نجعل من عطاء هذا الشهر ندى نخفف به قتام نفوسنا، ونصفيها من الكراهية.
إنه «محطة» يتحتم علينا أن نتوقف عندها لنستشعر من نحن؟.. وماذا أدينا في هذه الحياة... كم مسحنا من دمعة، وكم وأدنا من آهة.. وكم أتينا إلى «جرح» فحاولنا تخفيف آلامه، وإزالة نزيفه!!.
في «رمضان» جميل بنا أن نجعل من «قلوبنا» مدنا مفتوحة للمحبة، والتسامح.. والخير.
إن الحياة تبدو تافهة عندما نعيش فيها للمادة ومن أجل المادة.. فلنسع إلى نظافة وجداننا، بشوق المؤمنين وتوق المخلصين.
=2=
إنه الإيمان وحده من يمنحنا الطمأنينة عند فقد الغالين علينا
* في بعض الأحيان - لولا إيمانك بالله - تحس أنك تفقد توازنك الحياتي عندما ترى أنك فقدت إنساناً غالياً في رحلة لن يعود منها.
لكن يبقى «الإيمان» بالحي الذي لا يموت) ركيزة الحياة التي تمتص أعاصير الشجن ، وتمسح - بسكينتها - آثار الفقد ، وتعمر - مكانها - هرماً من الطمأنينة في أعماق النفوس المؤمنة.
يبقى الإيمان - وحده - غيمة تنثر عبق سكينتها ما بين أوردة الإنسان وجوانحه.
=3=
بوح روح
* يارب املأ قلبي باليقين.. واغمر جوانحي بالإيمان لأستشعر «الاطمئنان» في دواخل ذاتي.
يارب اجعل من «رمضان» دافع خير وحافز عطف على كل «البؤساء» في هذا الوجود.
يارب اغسل قلبي بالطهر.. والنقاء.
لأحسّ معني «الإيمان» بين أرجاء نفسي.