خالد بن حمد المالك
تقوم الولايات المتحدة الأمريكية بمحاصرة نظام الملالي في إيران، بأقوى قرارات، وأشد عقوبات، وصفها وزير خارجية أمريكا بأنها قرارات تاريخية، وقال عنها المتابعون للشأن الإيراني الحرج بأنها سابقة في نوع الضربات القاسية التي وجهت لإيران منذ سقوط نظام الشاه.
* *
النظام الإيراني ما إن مزّق الرئيس الأمريكي الاتفاق مع إيران على النووي، وانسحب منه منفرداً، مهدّداً بعقوبات تاريخية إن لم تذعن للمطالب الأمريكية، حتى فقد أركان النظام الإيراني توازنه، وأخذ في البحث عن منافذ يسترضي بها ود الجانب الأمريكي، وتحفظ له ماء الوجه، وتنقذه من الضربات الأمريكية القادمة.
* *
فكانت الرحلات المكوكية لممثلي (روحاني) إلى الشركاء في الاتفاق 5+1 يستدر عواطفهم، ويحاول أن يجد فيهم منقذاً من تهديدات أمريكية صارمة وحازمة وفعلية لم يعتد عليها، ولم يألفها من قبل، وكان يتعامل معها بعدم مبالاة، ومن دون اهتمام، في ظل مواقف أمريكية مرنة مع رؤساء أمريكيين سابقين اعتاد عليها من قبل.
* *
الآن ها هو الوزير الأمريكي مايك يومبيو يقول بصراحة ووضوح لا لبس فيه، بأنه لن يكون لدى إيران مطلقاً اليد الطولى للسيطرة على الشرق الأوسط، وحدّد قائمة تضم اثني عشر شرطاً قاسياً للتوصل مع إيران إلى اتفاقية جديدة للنووي الإيراني تنزع منها القوة النووية التي تعمل على امتلاكها.
* *
وما أسماه وزير خارجية أمريكا بالإستراتيجية الجديدة للولايات المتحدة الأمريكية في التعامل مع إيران، فسّره المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية الكولونيل روب مانينغ بأن الوزارة تدرس اتخاذ إجراءات جديدة لمواجهة نفوذ إيران في الشرق الأوسط، مؤكداً أن إيران لا تزال قوة مزعزعة للاستقرار في المنطقة، وأن أمريكا لن تسمح لها بذلك.
* *
وزير خارجية أمريكا كان صريحاً، وتحدث عن الإستراتيجية الأمريكية الجديدة مع إيران بما لا لبس فيه أو غموض، حيث أملى على إيران ضمن الـ12 شرطاً التي يتعيّن على طهران تنفيذها وقف محاولات تطوير سلاحها النووي، والسماح لمفتشي الوكالة الدولية بدخول كل المواقع النووية، ووقف إنتاج أي صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية، والكشف عن جهودها السابقة لبناء سلاح نووي.
* *
وفي سياق إذلال نظام إيران، اشترطت واشنطون على طهران التوقف عن دعم الإرهاب، وخاصة حماس، وحزب الله، والجهاد الإسلامي، ووقف دعم الميلشيات الشيعية في المنطقة، والحوثيين، وسحب قواتها من سوريا، ووقف دعم طالبان، وجماعات إرهابية أخرى في أفغانستان، ووقف استضافة قيادات القاعدة، ووقف تهديد دول الجوار، والإفراج عن المعتقلين الأمريكيين في إيران، ووقف عمليات القرصنة الإلكترونية.
* *
في الإستراتيجية الجديدة هناك أيضاً سبعة محاور مهمة للتعامل مع إيران، الجانب الأبرز فيها يأتي من الضغط الاقتصادي، وأن إيران سوف تتعرَّض للعقوبات الأكثر قسوة في التاريخ إذا واصلت سياساتها، ولم تذعن للشروط الأمريكية التي يمكن باستجابتها لها أن تتجنب ما هو أقسى وأشد من العقوبات.
* *
إذاً لا خيار أمام إيران لتجنب الموقف الأمريكي الصارم والحازم إلا بالموافقة على التفاوض على اتفاق نووي جديد مع أمريكا يشمل تغييرات كبيرة في الاتفاق السابق، ويجرد إيران من قوتها وأبحاثها النووية، ويمنعها من مواصلة تهديد دول الجوار، والتدخل في شؤونها الداخلية، وضمن ذلك التوقف أيضاً عن دعمها للإرهاب.