د.دلال بنت مخلد الحربي
للوطن حق كبير خاصة وهو يواجه مشكلات خارجية تقودها جماعات ودوّل هدفها زعزعة الاستقرار فيه، وفي مثل هذه الحالة يتطلب الأمر أن يكون الجميع كالبنيان المرصوص يقفون مع وطنهم ويدافعون عنه بكل الوسائل: فالجندي يدافع بسلاحه، والكاتب بقلمه، والمعلم بإرشاداته وتوجيهاته لطلابه، والأسرة بأكملها تتعاضد لتكون لبنة في المنظومة الوطنية الكاملة التي تعرف حق الوطن وتدافع عنه.
والمؤسف أن يكون هناك من يخرج عن هذا الطريق فيعمل ضد وطنه، والعمل ضد الوطن هنا لا يقتصر على التآمر، بل يشمل كل من يبدي وجهة نظر تسبب فرقة أو تؤدي إلى تشكيك يقود إلى موقف في غير صالح الوطن.
في جميع أنحاء العالم عندما يكون الأمر يتعلق بالوطن في ظل ظروف عدائية من الخارج، فإن الجميع يتكتل ليكون سندًا منيعًا لوطنه دون النظر لاختلافات فكرية وعقدية.
والمؤسف أن تحاول فئات ضعيفة التأثير والانتماء أن تعمل على زعزعة الاستقرار في سبيل مصالح ذاتية، ومن أجل الشهرة دون مراعاة لحقوق الوطن، ودون مراعاة لقواعده العقدية، وعاداته وتقاليده، سعيًا وراء أفكار يعرف مصدرها قبل متقبلها إنها لا تصلح لهذا المجتمع الذي يرتكز تكوينه على العقيدة الإسلامية، وعلى تراث عربي يضرب في أعماق التاريخ.
وهذه الفئة التي لا تعرف للوطن حقًا تنسى أن هذا الوطن هو من أعطاه تميزه وأن هذا الوطن هو من سهل له الوصول إلى ما هو عليه الآن، وأن هذا الوطن له خصوصيته لكونه مهد العروبة، ومهبط الوحي ومنطلق الإسلام.
ولا يمكن بحال من الأحوال أن يكون هذا الوطن بغير هذا التكوين الذي يجعل له مكانته الكبرى في العالمين العربي والإسلامي.