م. خالد إبراهيم الحجي
منذ أكثر من أربع سنوات وبالتحديد في مارس 2014م قامت طائرة بوينغ (777) التابعة للخطوط الماليزية بالرحلة رقم MH370 من كوالالمبور في ماليزيا متجهة إلى بكين في الصين، وكان على متنها (239) راكباً بالإضافة إلى طاقمها المكون من (12) فرداً. وكان آخر اتصال من الطيار إلى برج المراقبة الماليزي بعد ساعة تقريباً من إقلاعها، ثم اختفت عن شاشات رادار برج المراقبة المدني، وأظهرت البصمة الإلكترونية على الرادارات العسكرية الماليزية أنها انحرفت عن مسارها المحدد لها، ولم تصل إشارات استغاثة من الطائرة تدل على سوء الأحوال الجوية أو حدوث مشاكل فنية في الطائرة. وبعد ساعة من الموعد المقرر لوصولها إلى مطار بكين أعلنت خطوط الطيران الماليزية فقدان الطائرة؛ فأطلقت الحكومة الماليزية عملية البحث عنها، وتَكَوَّن تحالف دولي على رأسه الهند والصين واليابان وبريطانيا وأستراليا وأمريكا، ومن وقتها تحير العالم في الأسباب الغامضة لحادث الطائرة التي اختفت ولم يتم العثور على أي أثر منها. وبعد مرور ثلاث سنوات على الحادث تم العثور على قطعة من جناح الطائرة المفقودة في موزمبيق، ومن وقتها تعددت أقوال خبراء الطيران في البرنامج الإسترالي الشهير «غرفة المواقف في ستين دقيقة» تحدثوا عن الساعات الأخيرة للرحلة MH370 وكانت آراؤهم كالتالي:
الرأي الأول: على رأسه مدرس الطيران الخبير سايمون هاردي الذي قال إن الطائرة المفقودة ظلت سليمة وتحت سيطرة الطيار إلى آخر لحظة وأنه تعمد الهبوط؛ لأن زوائد الجناح (الزعانف) التي تخرج عند الهبوط فقط وُجدت ممتدة إلى الخارج في القطعة التي عثر عليها في موزمبيق.
الرأي الثاني: على رأسه سايمون هاردي إن قائد الطائرة بوينج (777) الكابتن «زاهاري أحمد شاه» البالغ من العمر (52) عاماً خطط بدقة لإخفاء الطائرة عن الرادارات العسكرية الماليزية والتايلاندية عبر الطيران على طول الحدود بين الدولتين، وتعمد التنقل من داخل المجال الجوي لكل دولة والخروج منه والدخول في المجال الجوي للدولة الثانية؛ ليعتقد المراقبون في كلا الدولتين أن الطائرة خرجت من مجالاتهم الجوية.
الرأي الثالث: على رأسه لاري فانس، المحقق الكبير السابق في مجلس سلامة النقل في كندا الذي قال: إن الأدلة تشير إلى أن قائد الطائرة الكابتن زاهاري هو المسؤول عن غموض حادث الطائرة التي اختفت، ويعتقد أن زاهاري لبس قناع الأوكسجين ثم خفَّض الضغط الداخلي للطائرة ليفقد الركاب الوعي. وهذا يفسر الصمت الإلكتروني من الطائرة؛ إذ لم تصدر أية إشارة استغاثة من الطائرة أو محاولات اتصال بالجوالات أو رسائل نصية..
الرأي الرابع: على رأسه الخبير سايمون هاردي الذي قال إن سبب حادث الطائرة المفقودة هو جريمة انتحار قام بها قائد الطائرة، وأنه كان يريد قتل نفسه. وأن الطائرة كانت تحت سيطرته حتى اللحظة الأخيرة، وأن تصرفات الطيار كانت متعمدة بشكل واضح، وأنه أخذ الطائرة بعيداً جداً في المحيط الهندي فطار جنوب غرب منطقة البحث الحالية واقتادها إلى أبعد بقعة استطاع الوصول إليها، وتعمد إخفاء الطائرة إلى الأبد؛ والدليل على ذلك المساحة الكبيرة التي تم البحث فيها ولم يُعثر فيها على بقع للوقود أو حطام للطائرة، والمرجح أن الطائرة سقطت في منطقة تبعد مسافة (1500) ميلاً قبالة الساحل الغربي لأستراليا خارج منطقة البحث، التي تعتبر أكبر عملية بحث في تاريخ الطيران وبلغت تكاليفها (189) مليون دولار. ويُقوِّي الرأي القائل بالانتحار عاملان هما: (1): الالتفاف الغريب (اليو ترن) في خط الرحلة الذي قام به الكابتن هازاري أثناء مسار الرحلة ليمر فوق قريته في ماليزيا وكأنه يودعها الوداع الأخير. (2): الاختبارات التجريبية على طريقة «الموت بالغوص» التي وجدوها في جهاز محاكاة الطيران الذي كان يستخدمه الكابتن هازاري في منزله.