أمل بنت فهد
إن الشخصية الخبيثة، التي تعيش حياتها وهي تقتات على عقد المؤامرات، والتدخل في شؤون الآخرين لتحقيق مطامعها، عادة تكون من الدهاء أن تضمن سلامتها، وديمومة استعبادها للآخر، واستغلاله، من خلال الإمساك بالأسرار، ورصد الأدلة، والاحتفاظ بها كورقة ضغط إذا حاول يوماً ما أن ينسحب، أو ينهي تلك الشراكة المدمرة، وإذا لم تملك سراً، أو خطيئة، فإنها على أقل حال سوف تجعله شريكاً في الجرائم، وتوثق ذلك، وتحتفظ به كإدانة، ليعرف كل من صافحها أنها حين تسقط، سوف تسحبهم معها في فضيحة جماعية.
لذا تحتار كثيراً في الحلفاء الذين يعلمون أنها مضرة، ويعرفون يقيناً بأنها مجرمة، لكنهم يقفون معها، لأنهم بأذرع ملوية، وإلا فمن يقبل بالوقوف مع مجرم، ثبت جرمه دون أدنى مساحة للشك.
ما يحدث أعلاه هو الأقرب لحال إيران مع الذين يحاولون التغطية عليها، أو تلميعها، فالقاصي والداني بات يعرف أنها شرٌ من التوسع أن لا تعرف لامتداده نهاية، فكل يوم تظهر رائحة مرور إيران على الدمار، رغم أن جوفها يئن من الحقوق المسلوبة، وشعب يساق بالحديد والنار، وفقر يفسره الهدر المالي على شراء الذمم، وتدمير الجيران، والبعيدين، وضاع شعب بأكمله في ملاحقة حلم التمدد الإيراني، والذي لن يكون.
ولأن إيران حين بدأت مشروعها لم تستطع أن تشتري كل الذمم، فالذي لم تشتريه، استخدمت على أرضه المرتزقة، وحولت أرضهم دماراً، وعند بقية القمم انحسرت، وتراجعت، كما حدث لها أمام السعودية، لكنها استخدمت الجيران لتحقيق طموحها الذي ارتد عليها.
إيران وهي مسحوقة اقتصادياً من استنزاف المؤامرات التي رعتها، وأفرغت عليها أموالها، من الذي سيغامر ويثق باقتصادها! لأن الثقة في الشراكة تكون حين تملك بيتاً مطمئناً، ميسور الحال على الأقل، لكن في وضعها المتهالك، والفضائح التي لا تتوقف عن هتك الأستار التي كانت تقف خلفها وتدير الشوارع، بدأت تعيش تسرب العالمين عنها، إلا المتورطين معها، فهم في هم عظيم، وهكذا هي الشراكة مع الشياطين، أغلال موجعة، وكسرها فضائح مروعة.
من لا يزال يدافع عن إيران متورط معها ليس أكثر، فمن يتمسك بقضية خاسرة؟ بل قضية تدينه! إلا التورط، لأن السياسة لا تقوم أبداً على العاطفة، بل على المصالح المشتركة، أو الخوف، وإيران لم تعد تملك حتى مصلحة نفسها، لذا فالخوف يحيطهم من كل جانب، والأيام القادمة ستكشف المزيد من الشركاء، والمزيد من الجرائم.