يوسف المحيميد
منذ أن كنا في السبعينات نحفظ أنشودة الشاعر الفلسطيني عبدالرحيم محمود «فلسطين أنتِ المنى والرجاء/ فلسطين شعبك لاقى العناء» ضمن مقرراتنا المدرسية، وحتى موقف المملكة الرافض لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس من خلال كلمة وزير خارجيتها في قمة أسطنبول الإسلامية قبل أسبوع، ونحن لا نزايد في كون فلسطين وعاصمتها القدس محور حياتنا ومستقبلنا، ولا نقبل بأن يزايد أحد على موقفنا الثابت على مدى عقود، منذ النكبة عام 1948 وحتى هذه اللحظة.
أما أن تزايد على موقفنا الراسخ بعض الدول التي لديها سفارة إسرائيلية، وتقيم معها علاقات ومصالح مشتركة، وتوقّع اتفاقيات، وتطلق مناورات مشتركة مثل تركيا، التي تمتلك خطوطها الجوية رحلات يومية تبلغ 12 رحلة يومية بين أسطنبول وتل أبيب، أو غيرها من الدول التي لديها مكتب تجاري لإسرائيل كقطر، ثم تجنِّد قنواتها للتهجم على المملكة في كل صغيرة وكبيرة.
كثير من هذه الدول التي تقيم علاقات تجارية متبادلة مع إسرائيل، تبحث عن أي شيء كي تتهم المملكة فيه، وتدفع لجماعات رخيصة داخل الأراضي الفلسطينية كي تحرق صور العاهل السعودي وولي عهده، في تصرف صارخ ومكشوف، وتصور المشهد كي تبثه في مواقع التواصل الاجتماعي، في محاولة ساذجة لإيهامنا بكره الشعب الفلسطيني لنا، مع أن الفلسطينيين يقيمون بيننا منذ عقود، ومنهم من ولد على هذه الأرض، ولهم معاملة خاصة، واستثناءات تختلف جذرياً عن معاملة الأجانب، بل هم كالمواطنين في حق العلاج والتعليم والعمل، ولذلك لن يزحزح هذه المكانة، ولا هذه المواقف الراسخة أحد، بل سيبقى هؤلاء منا وفينا، وقضيتهم قضيتنا، دونما شعارات رخيصة، واصطياد في الماء العكر.
توقفوا عن اللعب في إعلامنا العربي، لأننا لم نزل نتعامل معكم باحترام ووعي، ولكن إذا بالغتم وفجرتم في الخصومة، فسنعرف وقتها كيف نوقفكم عند حدكم، ونكشف ألاعيبكم المهترئة!