رجاء العتيبي
لم يتغير شيء يا سعادة الهارب, كل ما في الأمر أن التنظيمات الخطرة التي تتآمر على الوطن بالتنسيق مع جهات خارجية تعد تنظيمات خائنة, وهو مسمى تقول به كل الدول بلا استثناء, فلماذا تعتب على الإعلام السعودي أن وصفهم (بالخائنين)؟ لماذا تعتب على المجتمع أن نبذهم ونبذ كل ما يمت لهم بصلة؟ لماذا تعتب على أمن الدولة أن اتخذ منهم موقفاً حازماً لا هوادة فيه وأخضعهم للتحقيق؟.
قلت إننا لم نكن كذلك؟.. ماذا يعني؟.. هل كنا نتهاون مع الخائن مثلاً؟ هل قوانين البلد تغيرت؟ الخائن يظل خائناً في كل زمان ومكان مهما كانت المبررات, كنا باستمرار ضد كل من يحاول أن ينال من وحدة الوطن أو ينال من قيادته أو ينال من شعبه.
في كل مرة أيها الهارب تلمز العهد الجديد في الدولة بأنه عهد يختلف عما سبقه, وتصفه بأوصاف سلبية, وأظنه منطقك وحدك الذي يقول ذلك, لأنك هربت في عهد الحزم والعزم وتعاونت مع جماعات وصفت بالإرهابية دولياً, فما أنت فاعل سوى أن تكتب ضد كل تفاصيل العهد السعودي الجديد.
يا سعادة الهارب إنها الخيانة, هل تفهم؟ هل تعي؟ هل قدرت الموقف؟ أم أنك تمارسها عملياً في مقر هروبك, فتجيزها لغيرك, وتبرر لهم فعلتهم, وترى أن إخضاعهم للتحقيق خطأ لا يغتفر وضد حقوق الإنسان, منذ متى كانت الخيانة حقوق إنسان؟ ألم تقرأ العهود والمواثيق؟.. ألم تتابع حزم الدول بمختلف أشكالها وألوانها ومواقعها ضد خيانة الأوطان؟ بلى تعرف كل ذلك ولكن شنآن القوم جعلك تقول غير الحق, لأنهم يلعبون ذات اللعبة التي تلعبها.
التحقيق سيأخذ مجراه, ومن كان منهم بريئا سيخرج, ومن تلبسته التهمة يحكم عليه, هذا هو الأمر ببساطة, وليس كما تقوله أنت من وراء البحار, فما تقوله لا يعدو حرقة تبثها بعد فشل المخطط, وما أكثر ما ستبثه زفيراً لأن القرار ليس لديك وإنما لدى قيادة تعرف متى وكيف تتخذ مواقفها.
قيادة حكيمة, تصبر, تراقب, تجمع معلومات, ثم إذا ضربت ضربت, وانتهى الخبث معها في لمحات, لا تسامح مع الخائن, ولا تسامح مع الموتورين, ولا تسامح مع الخارجين عن القانون, كل الشعب ضد مثيري الفتن, ضد الإرهاب, ضد التطرف.
أمن الوطن خط أحمر, يحميه الشعب والدولة لا نقاش فيه ولا حوار ولا جدل, كل شيء قابل للنقاش إلا أمن الوطن, ومن يبيع الوطن بحفنة من الأموال لا مكان له بيننا, مهما قال ومهما تكلم ومهما تحدث إلا أن يعود إلى وطنه ويتخذ للرشد سبيلا قبل فوات الأوان.