أ.د.عثمان بن صالح العامر
العنوان استفهام استنكاري، لأن من خان وطنه فقد خان قبله دينه وضميره وقبيلته وأهله وعائلته، هذا على افتراض أنه أي وطن، فكيف إذا كان هذا الوطن المملكة العربية السعودية ذات القدسية والخصوصية التي لا تخفى على أحد، فما بالك بالمسلم الذي يعرف منزلتها في قلب كل موحد على وجه هذه البسيطة الذي يتوجه للكعبة فيها خمس مرات في اليوم والليلة!!!.
إن بصمة خائن وخائنة على صور السبعة الذين أعلن المتحدث الرسمي لرئاسة أمن الدولة القبض عليهم السبت الماضي جراء قيامهم بعمل منظم للتجاوز على الثوابت الدينية والوطنية، والتواصل المشبوه مع جهات خارجية فيما يدعم أنشطتهم، وتجنيد أشخاص يعملون بمواقع حكومية حساسة، وتقديم الدعم المالي للعناصر المعادية في الخارج بهدف النيل من أمن واستقرار المملكة وسلمها الاجتماعي، والمساس باللحمة الوطنية التي أكدت المادة الثانية عشرة من النظام الأساسي للحكم على وجوب تعزيزها وحمايتها من الفتنة والانقسام. إن هذه البصمة الحمراء وصمة عار في جبين هؤلاء الذين قدم لهم الوطن كل شيء بل امتد عطاء هذا البلد المعطاء ليشمل أولادهم وأهليهم وذويهم من خلفهم، وكان منهم مقابلة الإحسان بالإساءة للأسف الشديد، مع أنهم يصنفون على أنهم مثقفين!!!، ومنهم من ينتمي إلى المجتمع الأكاديمي في جامعاتنا السعودية الأمر الذي يجعل المواطنة الملقاة على عواتقهم مضاعفة، والمسئولية في تربية الجيل تربية وطنية حقة مسئولية مباشرة لايمكن لهم التنصل منها والهروب عنها بحال، ولكن!!!؟.
إننا كنّا نسمع ونقرأ عن المثقف الذي باع أرضه، وعن خونة الوطن، وعن الطابور الخامس، وعن... ذات اليمين وذات اليسار ولم يدر في خلد أي منا أن هذا المرض السرطاني سيمتد ليصل إلى بلد الأمن والأمان، وطن الإسلام وقبلة المسلمين في أي مكان.
إن حرية الرأي، والوسطية، ومحاربة التطرّف والإرهاب، وقمع الفئة الضالة، والتغيير الذي يحمله مشروع المملكة 2030 كل هذا لا يبرر بوجه من الوجوه ولا يسمح بحال من الأحوال أن ينال من الثوابت الدينية والوطنية التي قامت عليها وتأسست بها وحدة بلادنا الغالية المملكة العربية السعودية، وهذا ما أكد عليه ولاة أمرنا وقادة بلادنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز حفظهم الله ورعاهم.
في مقابل هذا الوجه الكالح الذي ضايق شريحة عريضة من المواطنين فباحوا بمكنون مشاعرهم في عالمهم الافتراضي المفتوح مغردين وكاتبين عن عظيم حبهم وولائهم وإخلاصهم لوطن العز وقيادة العزم والحزم، وفِي ذات الوقت معلنين شدة غضبهم وحنقهم على هؤلاء الخونة جراء صنيعهم الذي لا يمكن أن ينمحي من ذاكرة التاريخ، مطالبين الجميع باستنكار هذا الجرم الذي لا يمكن السكوت عليه بحال. أقول في مقابل هذه الصورة الشوهاء التي تعتبر شاذة في مجتمعنا السعودي هناك رجال مخلصون لوطنهم، صادقون في مواطنتهم، قائمون على أماناتهم التي ندبهم ولي الأمر لها على أحسن وجه، حقهم في هذا المقام الشكر والتثمين والتقدير من الجميع، وعلى رأس هؤلاء الأمناء رجال رئاسة أمن الدولة الذين يقومون بعمل جبار لا يمكن لأحد تجاهله أو التقليل منه وعلى جميع الجبهات، فباسم كل مواطن ينشد الخير لهذه البلاد المباركة شكراً لكم رجال أمن الدولة من القلب، ودمت عزيزاً يا وطني وإلى لقاء والسلام.