يوسف بن محمد العتيق
يندر أن تجد أحد المبدعين دون أن يذكر عند حديثه عن نفسه وتجربته يندر أن لا يذكر اسما لشخص كان له أثر في مسيرته، فهو القدوة والرمز له، ويدن له بالفضل في محطات مهمة من حياته.
هذا الرمز، أو القدوة، أو الملهم، هل هو جزء من أي تجربة نجاح لأي مبدع، أم من الطبيعي أن نجد شخصية برزت في مجالها دون أن يكون لأحد فضل عليها أو تأثير فيها؟
في تراثنا العربي ومسيرة الشخصيات العلمية، يكاد يكون من النادر أن نجد شخصا برز دون أن يكون له شخصية ملهمة في حياته.
وهنا سؤال بل أسئلة... هل يجب أن أكون نسخة من شخصيتي الاستثنائية وقدوتي أم لابد من أن أكون مستقلا عنه؟
وهل يصح أن يكون فلان ملهمي وقدوتي ثم أخرج عن مساره؟
في السابق كان للشيخ أو القدوة منزلة كبيرة، تكاد تكون عند بعضهم مقدسة، وبعضهم يردد (من علمني حرفا صرت له عبدا)، وهذا مرفوض.
وهناك من يستفيد من أستاذه ويتعلم منه، ثم يتبرأ منه وينكر فضله، ويرى أن معلمه وأستاذه قام بما يجب عليه أن يقوم به، ولا فضل له،وهذا جحود وخلق مرفوض.
والخلاصة في هذا أن الشرع والعقل والعاطفة تحثنا على تقدير صاحب الفضل والسابقة علينا، لكن يبقى الاختلاف في شكل هذا التقدير وطبيعته.
هل أكرر عبارات الثناء عليه، وهذا كافي أم لا أخرج عن مساره الذي خطه لي؟
في كتب التراث التي اهتمت بطريقة طلب العلم والتحصيل الثقافي عن الأستاذ لم تغفل هذا الموضوع، وهي في المجمل تميل على الاهتمام بخط من سبقك وتقديره قدر المستطاع لكن دون متابعته في أخطائه.
هذا استقراء سريع لهذا الموضوع الذي يتكرر عند حديثنا عن كل مبدع وصلته بمن أوصلوه لهذه المرحلة.