سلطان المهوس
فور صدور قرار تغيير حَكَم نهائي بطولة كأس الملك 2018 بين فريقَي الاتحاد والفيصلي، وأسبابه الموضحة ببيان اتحاد الكرة، وانتهاء بصدور قرار لجنة الانضباط بإيقاف الحكم مدى الحياة، لم يسأل أحد من مختلف وسائل الإعلام كافة: أين فهد المرداسي؟.. كيف سيرد؟؟؟
رأي إعلامي موحد، حملته القنوات التلفزيونية والمقالات، يصب في خانة القرار دون حتى أدنى درجات التعامل المهني الإعلامي الذي - مهما كانت الدلائل - عليه أن يسمع للطرف الآخر، ويناقش ويتابع صحفيًّا خيوط ومنعطفات القضية!!
لهيئة الرياضة هيبتها، ولاتحاد كرة القدم مكانته، وهو ما لا يلغي البحث عن إجابة لسؤال: أين المرداسي؟ أين صوته؟ وجهة نظره؟ تعليقه؟
مثل تلك القضايا تشكِّل الرأي العام، وتؤثر فيه؛ وهو ما يمنحها الكثير من التفاصيل المعلنة ضمانًا لعدم أحادية المعلومة؛ وبالتالي الحق في الوقوف عندها، وليس تخطيها..!!
إيقاف المرداسي مدى الحياة قرار مؤلم لسمعتنا الخارجية قبل الداخلية على الصعيد الرياضي.. قوي في توقيته.. تضحية بتبعاته «خروج حكم سعودي من كأس العالم»..!!
لكن على الإعلام الرياضي أن يسأل ويناقش ويفتش بكل التفاصيل حتى وإن احتوى بيان الإيقاف اعتراف الحكم بذلك، فالإعلام أمام مصدر واحد للمعلومة، والأكيد أنني لا أشكك فيه مطلقًا، لكن من حقي بوصفي إعلاميًّا أن أسأل: أين صوت المرداسي؟
لماذا طلب الرشوة؟
هل طلبها سابقًا؟
هل حكامنا يرتشون؟؟!
كيف لحكم ينتظر قيادة مباريات كأس العالم أن يطلب رشوة؟؟
أعود بمهنية لأؤكد أنني لا أقفز على صحة وثقة اتحاد الكرة بقراره؛ ففي الأخير هم أمام نتيجة تحقيق رسمية - كما في البيان - ووجود مهنية التوازن الإعلامي للوصول لكامل التفاصيل سيعطي انطباعًا كاملاً للرضا بالقرار دون الانقسام أو التشكيك فيه وبدوافعه..
أعتقد أن اقتراب كأس العالم أسهم في ذلك، ولربما بعد المونديال كلام كبير، وأحداث أخطر..!!
فقط على الإعلام أن يمتطي مسؤولياته، ويفتح أذنَيه الاثنتَين!!!