فهد بن جليد
مآسي الشعب الإيراني تتعاظم يوماً بعد آخر، والصورة تتجه نحو مزيد من السواد مع الصعوبات الاقتصادية المُقبلة والمُتوقعة - التي حذَّر منها كثير من الخبراء في الشأن الإيراني - بسبب عدم قدرة النظام هناك الوفاء بالتزاماته التي قطعها على نفسه من أجل الإصلاحات الداخلية، أو حتى الاستمرار في (دفع فاتورة) تدخلاته الخارجية - باهظة الثمن-.
الحكومة الإيرانية تحاول إخفاء حجم الفساد عن أنظار الشعب وتضليله، بعيداً عن الأموال الكبيرة التي يُغدق بها النظام على الميليشيات الإرهابية في العالم، نتيجة لهث قياداته خلف سراب ووهم (تصدير الثورة)، بدعم ورعاية العديد من الجماعات الإرهابية كحزب الله في لبنان، والحوثي في اليمن، إضافة للتورط والانشغال بدعم بشار الأسد في سوريا، وغيرها من الأنشطة المشبوهة التي يتم تمويلها في أماكن كثيرة من العالم، من موارد وإمكانات (الشعب الإيراني) المغلوب على أمره، فبدلاً من توجيه تلك الثروات للداخل الإيراني للتطوير والإعمار والنماء، أو حتى محاولة علاج مشكلات الفقر والبطالة والعنوسة وأزمة السكن وانتشار الأمراض النفسية هناك (12 مليون مواطن) مُصاب بسبب الفقر وضغوط البحث عن لقمة العيش - بحسب وكالة أنباء (خانة ملت) الإيرانية - والفشل في البحث عن حلول اقتصادية ناجعة وعملية لمجتمع تبلغ نسبة الشباب فيه 40 في المائة، 70 في المائة منهم عزاب بحسب صحيفة (آرمان الإيرانية) لأنَّ معظمهم لا يستطيع التخطيط لمُستقبلة بشكل آمن ومُستقر ممَّا يُهدِّد نسبة الشبان والمواليد والأطفال وتركيبة المُجتمع هناك، هذه المشكلات وغيرها تتفاقم نتيجة إهدار تلك الثروات والميزانيات للخارج بسبب مُغامرات النظام المُتلاحقة، وحساباته الخاطئة.
موقع (بيزنس إنسايدر) الأمريكي نشر صور عن إيران ما قبل ثورة الخميني - أي ما قبل عام 1979م - كانت صادمة للكثيرين في العالم قبل أن تكون صادمة للشبان الإيرانيين أنفسهم الذين يحلمون بالعودة إلى تلك الحياة القديمة التي كان عنوانها الحرية والثقافة والتعليم والتسامح مع الجيران وتقبل العالم، والاهتمام بالسلام والتنمية والإعمَّار، لذا تبدو الأيام المُقبلة حُبلى بالكثير من المُفاجأت في الداخل الإيراني لمواجهة هذا الفساد ورفضه، فنار الاحتجاجات التي اندلعت منذ الـ 28 من ديسمبر الماضي من مشهد إلى بقية المدن والمحافظات الإيرانية، لا تزال حية، وأصوات الشبان وشعاراتهم ضد فساد رؤوس النظام لا تزال مسمُّوعة ومُشاهدة، لأنَّه ببساطة لم يعد بمقدور العقلاء والطامحين والحالمين في إيران تحمُّل المزيد من المصاعب والمتاعب والكوارث الاقتصادية التي يتسبب بها (نظام الملالي) وأطماعه.
وعلى دروب الخير نلتقي.