د.عبدالعزيز الجار الله
تعيش بلادنا تحولات حضارية، سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية، بعد عقود عاشت بها بين مد وجزر، وتقلبات عالمية سياسية واقتصادية، يمكن القول إن مراحلها امتدت إلى عام 2015م؛ إذ شهدت السعودية تحول بمجيء القيادة الجديدة (الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان - حفظهما الله -)، وما رافق هذه المرحلة من توقف حدة وقوة المد السلبي للربيع العربي؛ فقد مرت بلادنا بأربع مراحل، هي:
المرحلة الأولي: من بداية التأسيس للدولة الحاضرة عام 1902م على يد المؤسس الملك عبدالعزيز - رحمه الله -، وكان من ضمنها الحربان العالمية الأولى والثانية، واستقلال معظم الدول العربية، وكان آخرها بعض الدول الخليجية التي استقلت في السبعينيات الميلادية من القرن الماضي. المرحلة الثانية: من منتصف الخمسينيات حتى منتصف السبعينيات بداية الطفرة الاقتصادية الأولى، والدورة الاقتصادية الأولى التي شهدت التحولات التنموية والحضارية.
المرحلة الثالثة: بدأت بالإرهاصات الخارجية بظهور الثورة الدينية المذهبية في إيران عام 1979م، واستمرت حتى تضاؤل ثورات الربيع العربي 2015م، وفشل وتراجع إيران في مشروعها لالتهام الخليج العربي سياسيًّا ومذهبيًّا وثقافيًّا.
المرحلة الرابعة: من ظهور قيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز وإعلانه التحالف العربي وبداية حرب الحزم والعزم 2015م بإعادة اليمن إلى الحاضنة العربية والانفصال عن مستنقع إيران، ثم ما تلاه من رؤية السعودية التي قدمها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وإعلان الأهداف العامة للدولة للسنوات القادمة.
إذن، نحن في مرحلة جديدة (الرابعة) بانحسار إيران، وانكفائها على نفسها، والتفاهمات العالمية لإخراج إيران من دول: العراق وسوريا ولبنان واليمن، وتلاشي ثورات الربيع العربي وانحصارها في دول الربيع، ونهاية إيران الدولة العابرة للحدود وتصدير الثورة الشيعية. وفي المقابل تقود السعودية المجموعة العربية والإسلامية إلى تكتل دولي وسط تفاهم سياسي واقتصادي وتنموي مع أمريكا والاتحاد الأوروبي وروسيا والصين لصياغة الواقع الجديد، واقع اليوم الذي يتطلع إليه العالم لوقف الحروب وعودة السلام.