إبراهيم بن سعد الماجد
إذا قلنا - مسؤولية - فإننا نعني المسؤولية المُلزمة والمسؤولية غير الملزمة - الأخلاقية - وحديثي في هذه المقالة عن المسؤولية غير الملزمة, كونها مما يغفل عنه الناس, أو يتغافلون.
في السنوات الأخيرة ظهر في الشركات الكبرى والبنوك إدارات تسمى بإدارة -المسؤولية الاجتماعية-, وفي بعضها بإدارة - المواطنة - تُعنى بالقيام بأدوار اجتماعية مختلفة, منها دعم المشاريع الصغيرة لبعض الجهات والأفراد, ومنها القيام ببعض الخدمات العامة للناس في الطرقات والمؤسسات العامة وغير ذلك مما يمكن أن نُطلق عليه - أعمالاً خيرية-
وتُعد - أرامكو- رائدة في هذا المجال, بل إنها متميزة, كونها تعمل بشكل منظم ودقيق ويخدم المجتمع بطريقة مبتكرة ومميزة, يمتد نفعها وقيمتها ربما لعقود متتالية, وقد وقفت على جانبٍ من عملهم ودهشت من حرصهم على أن تكون مشاريعهم المجتمعية ذات أثر واضح وممتد غير ناضب.
بكل تأكيد هناك جهات أخرى لها حضورها ولها تميزها لا يتسع المجال لذكرها والإشادة بجهدها, لكنني أوردت ارامكو كنموذج وطني نفخر به ليس إلا.
أعود لأقول: إن المسؤولية الاجتماعية ليست حكراً على الشركات ولا على أصحاب الأموال, بل هي فضل يستطيع أي إنسان أن يقوم به حتى ولو كان لا يملك درهماً ولا ديناراً, فأبواب المسؤولية مشرعة في كثير من مناحي الحياة, ولعل في الحديث الشريف الذي جعل من الصدقة - إماطة الأذى من الطريق - أتلقى في اليوم الكثير من الرسائل تطلب المساعدة, وهذه المساعدات ليست كلها مادية, بل كثير منها مساعدات لإيجاد عمل أو لعلاج أو لحل مشكلة أسرية, ومن كثرتها أجد نفسي أحياناً أعيش حالة من الإحباط كوني أقف عاجزاً عن تلبية بعض هذه الطلبات التي أرى وجاهتها بل ضرورتها, أتواصل أحياناً مع مسؤول فيتجاوب ومع آخر فيصد وهو قادر فلا أجد إلا أن أقول اللهم بدله بخير منه.
الشعور بالمسؤولية يجب أن يكون شعور الجميع, شعور يلازمنا مهما كان موقعنا ومقدرتنا, ولعل في قوله صلى الله عليه وسلم (من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته) أكبر دافع لنا على أن نقضي حاجات الناس ونعينهم على قضائها.
في رسالة مؤثرة قالت: لا يوجد في منزلنا أبسط مقومات الحياة, تواصلت مع جهة ما فقامت بزيارتهم ومعرفة حالهم ووفرت لهم كل طلباتهم! لم أدفع ريالاً من جيبي لكنني شعرت بهم فبحثت عمن يمكن أن يعينهم فكان الفرج لهم والأجر بإذن لله لمن قدّم ولمن أرشد, أقول ذلك لأؤكد على أن المسؤولية الاجتماعية مناطة بنا جميعاً وإننا جميعاً قادرون على القيام بها, وأن مجتمعنا ملئ بالخير وأهل الخير.
الحاجة لمن لم يذق مرارتها لا يمكن أن يشعر بها, ولذا كان بعض العظماء يتقمصون الحاجة لأيام ليعرفوا وقعها على من يشتكي منها, فتكون قلوبهم لهم أرحم وأشفق.
أختم بدعوة الجميع بنيل هذا الشرف العظيم.. شرف القيام بالمسؤولية الاجتماعية, وقد سرني بعض الإخوة والأخوات الذين يبذلون من وقتهم أثمنه من أجل القيام بهذه المهمة العظيمة.