خالد بن حمد المالك
مكانة المملكة، وتأثيرها في الساحة الدولية، سياسياً، ودينياً، واقتصادياً، يجعلها لا تغيب عن متابعة وسائل الإعلام لكل حركة أو نشاط أو موقف لها، اسمها الكبير هو الحاضر دائماً مع كل تطور أو حدث جديد، وقادتها والمسؤولون فيها هم من يتم التركيز على أقوالهم، ووجهات نظرهم، كلما كان هناك جس نبض للموقف العربي والإسلامي عن هذا الحدث أو ذاك.
* *
هذه القوة التي تتمتع بها المملكة، والتفرّد الذي أعطاها هذا التميز، وهذا التاريخ الذي يحكي ويشهد بما لصوت المملكة من قيمة في المحافل الدولية، هو الذي جعلها في الصفوف الأولى ضمن عشرين دولة هي الأكبر والأهم اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً على مستوى العالم، وأن تكون الدولة العربية الوحيدة في هذا النادي الاقتصادي العالمي.
* *
ولكن لكل نجاح ثمنه، ومع كل تفرّد وتميز يبرز الحساد والكارهون والمتآمرون، وحيثما كانت المملكة في موقع الصدارة، سيتكالب أعداء النجاح، وسوف يستخدمون كل وسائل الإعلام للتعرّض لهيبة المملكة والتقليل من نجاحاتها، والنيل من كل موقف مشرّف تتبناه، كما تفعل أبواق قطر ومرتزقتها من الإعلاميين العرب والعجم.
* *
فالمملكة تخطو بثقة وثبات اقتصادياً، وتفتح مجالها أمام المستثمرين في العالم، وتبدأ في برامجها التحولية، حيث المشروعات العملاقة على شاكلة القدية ونيوم والبحر الأحمر، فيزعج ذلك هذه الأبواق، ولا تجد ما تقوله في مواجهة هذا المد من الإنجازات والإصلاحات إلا التشكيك، دون سند أو معلومة أو حقيقة تحفظ ماء الوجه لقطر وعملائها، بينما تسير القافلة مسجلة هذه الإنجازات بتوجيه من الملك وولي العهد.
* *
ما يهمنا أن نواصل السير، دون أن ننشغل بالفقاعات الإعلامية، مع الحرص على أن تصرفنا أعمالنا الجليلة عن متابعة هذا الهذيان الذي هو بصناعة قطر وأبواقها، فالعمل أولاً وأخيراً هو الرد المفحم لكل هذه الأقلام الرخيصة، وتلك الأبواق التي باعت ضمائرها للشيطان.
* *
وفي مثل هذه الأجواء الإعلامية المشبوهة، لا نريد أن يأتي من يتأثر بها، وبالتالي يصدّقها، ولا يحاول تفكيك أهدافها، فيقع ضحية لكمين إعلامي رخيص، وينتهي به المطاف إلى التلبس بالجرائم والخيانات ضد وطنه، فيكون عندئذٍ في موقع المساءلة والحساب.
* *
وفي ظل هذه التطورات المتسارعة أمنياً واقتصادياً وسياسياً يتطلب الموقف منا الحذر، والتفكير الجاد، ومعرفة ما هو لصالحنا، وذلك الذي يتآمر على مصالحنا، للوصول إلى تعامل بحجم المسؤولية الملقاة على عاتق كل منا، ومن ثم أن نكون على قدر المسؤولية الوطنية.
* *
فهناك قنوات وبرامج تموّلها قطر، وأشخاص من الإعلاميين المرتزقة تستأجرهم الدوحة، وعمل إعلامي مكثّف وكبير على مدار الساعة ليس له من موضوع سوى حبك القصص والروايات والأكاذيب ضد المملكة، في سلوك وقح، وعمل عدواني إرهابي مشين تقوده قطر.
* *
وما هو مطلوب منا، أن نركِّز على البرامج والخطط وفق ما ينسجم مع الرؤية 2030 بعيداً عن المهاترات الإعلامية القطرية، أو تلك التي تمول بالأموال القطرية، فمشروع قطر إيذاء جيرانها، ومشروعنا التحول والانفتاح نحو العالم، بمشروعات عملاقة تصنع الفرق بيننا وبينهم.