«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
تقاليد رمضان في بيوت الأحساء وغير الأحساء في مدن الشرقية وحتى الدول الخليجية ما زالت باقية كما كانت في الماضي، اللهم إنها تطورت في بعض الأشياء، فالأسواق عامرة بالخيرات وبالتالي توفر هذه الأسواق قبل أسابيع من قدوم الشهر المبارك رمضان الخير كل ما يحتاجه الناس من أغذية معينة، واحتفظ المطبخ «الحساوي» بخصوصية وتميز جيل بعد جيل على الرغم من ترحيبه الحار بكل المستجدات في عالم وفنون الطبخ والأطعمة، ومع دخول التلفزيون البيوت وعرضه العديد من البرامج التي أسهمت في تطوير أفكار الطبخ وإعداد الأطعمة المختلفة، وما زال السيدات كبيرات السن اللواتي تجاوز عقدهن السادس والسابع ممن كن يتابعن برامج الأسرة والمطبخ وحتى مائدة رمضان خلال الشهر الكريم، اكتسبن ومن خلال المتابعة والمشاهدة عشرات الطبخات وكيفية إعداد الحلويات المختلفة كذلك تجربة تجهيز «طبق اليوم». ومع توفر كتب الطبخ في السنوات الأحيرة ازداد الإقبال على تعلم أصول الطبخ وإعداد السفرة الرمضامية بصورة متطورة. لكن حافظت «السفرة الحساوية» على أصالتها على الرغم من انتشار الأطباق والمأكولات التي نشرها في المجتمع الأجانب من خلال أسرهم أو عبر فتحهم لمطاعم تقدم المأكولات العربية المختلفة وحتى الغربية، ومع هذا وكما أشرنا سابقاً حافظت «السفرة الحساوية» يومًا بعد يوم على أصالتها وقيمها والتزامها بوجود أطعمتها التاريخية والشعبية كالهريس والسمبوسة واللقيمات والجريس والمفلق وكبسة «العيش الحساوي» الرز الأحمر الذي انفردت به الأحساء عبر التاريخ، ولا شك أن هناك مأكولات أخرى شعبية ما زالت مطلوبة في السفرة الحساوية الرمضانية كالثريد ومرق الباميا الحساوي باللحم أو الدجاج. ومن أهم الأشياء التي تحرص عليها الأسرة الحساوية في رمضان الخير هي أن تتوفر في البهارات المعدة جيدًا والتي تتفنن كل سيدة بيت في إعدادها «كخلطة سرية» تجعل لطعامها مذاقه وطعمه الخاص والمميز، ومن هنا كانت الأسر في الماضي والحاضر يستعدون جيدًا لشهر رمضان منذ منتصف شعبان في توفير كل ما يحتاجونه من تموينات وأغذية. واليوم ومع انتشار عشرات الأسواق الكبرى التي أسهم وجودها في توفير كل ما تحتاجه الأسر بيسر وسهولة فكل شيء معد وجاهز. ومع هذا ورغم هذا نجد أن أسراً عديدة ما زالت إلى اليوم تفضل إعداد «البهارات» من خلال طحنها وتحميصها في بيوتهم، لمزيد من الحرص والتميز وصولاً لنكهة خاصة بهم مثل إضافةعض التوابل التي قد لا تكون موجودة في «البهارات» الجاهزة والمعدة مسبقًا، أو المعلبة والمستوردة من الخارج أو الدول المجاورة، فهناك من تضع ضمن خلطتها السرية شيئًا من الكركم أو الزعفران أو الهيل وحتى الليمون المجفف وحتى القليل من القرقة في بعض الحلويات.