إبراهيم عبدالله العمار
روبنسون كروسو. جزيرة الكنز. البحيرة الزرقاء. يحفل الخيال البشري بالكثير من الروايات التي تتخيل الجزر النائية خاصة التي لم تطأها أقدام البشر قط، ويتخيل الكاتب ما يمكن أن يحصل فيها، وفي السابق كان الخيال لا حد له لما كان الناس لا يعرفون بقية العالم، لكن عندما نسأل هذا السؤال اليوم فهل ما زالت المسألة خصبة للخيال؟ أي هل بقيت مناطق في كوكبنا لم تُكتَشَف؟ لما ظهرت الأقمار الصناعية اطّلعنا على أماكن لم ندرك أنها موجودة مثل جزيرة لاندسات.
في السبعينيات الميلادية من القرن الماضي أسَّست وكالة ناسا الفضائية برنامجاً فضائياً مهمته تصوير كوكب الأرض بلا توقف، فانطلق القمر الصناعي «لاندسات 1» وأخذ يصوِّر كل مكان ممكن، وبعدها ببضع سنين كان العلماء يعاينون الصور ووصلوا لصور المحيط الأطلسي، ورأى العالم شيئاً غريباً: نُقطة صغيرة، أي أرض يابسة. لكن كيف؟ كل خرائط العالم تؤكد أن تلك المنطقة من المحيط مائية صافية ليس فيها أي أرض، ولكن الصورة التي التقطها القمر تخالف هذا وتُصرُّ أن هناك جزيرة صغيرة في تلك المنطقة! أثار هذا التشويق والاستغراب، فانطلقت بعثة كندية لتلك المنطقة بقيادة العالِم فرانك هول، ولما اقتربوا من المنطقة رأوها.
إنها حقيقة! جزيرة صغيرة جداً، مساحتها 25 متراً في 45 متراً. اقتربت الطائرة المروحية ولاحظوا أن الجزيرة بيضاء: لقد كانت متجمدة ومغطاة بالثلج بكاملها. قرّر العالم أن ينزل بنفسه ليفحص المنطقة، فربطوه بحبل وأنزلوه ببطء، وما هي إلا لحظات حتى باغتهم دبٌّ قطبيٌّ ضخم وحاول أن يضرب العالِم المعلّق في الهواء بتلك اليد الهائلة لكن العالِم كان أرفع قليلاً من الدب ولم يُصَب، وهزَّ العالم الحبل فزعاً ورفعوه بسرعة وأنقذوه، وقال لهم: كدت أن أكون أول إنسان يموت على هذه الجزيرة.
ماذا عن اليوم؟ هل لا تزال هناك جُزُر نائية لم ترها عين القمر الصناعي؟ هل بعضها ما زال مختفياً عن كل تقنيات البشر وربما تحوي كنوزاً أو كائنات غريبة؟ لا تكن واثقاً، ربما لا تزال موجودة ولا ندري!