«الجزيرة» - أحمد السليس:
قالت هيا السويلم، أخصائية العلاج والإرشاد النفسي إن الجميع يدركون معنى الصيام من الناحية الشرعية، فيما الأغلب يجهل معنى الصيام بـ «رؤية نفسية». وأضافت: «الصيام عبارة عن كورس علاجي وأخلاقي مكون من 30 إلى 29 يوماً، ويحتوي على بعض المفاهيم والمهارات التي تساعد على تهذيب وترويض النفس البشرية للتخلص من بعض العادات السلوكية المدمرة لها، والمؤثرة على الاستقرار النفسي وأيضاً إكسابها بعض العادات والمهارات الجديدة التي تسهم في التوازن النفسي». وأشارت إلى أن الدين الإسلامي فيه من القيّم والمفاهيم المساعدة والمؤدية إلى توافق واستقرار الفرد مع نفسه ومع البيئة المحيطة به، وقالت: «مع أنني لست على منبر ديني، ولكن الحقيقة المطلوب قولها إن الغيبة والنميمة تعود بأثر نفسي سلبي على الاستقرار النفسي»، وأضافت: «حين يقرر الإنسان الالتزام بالتوقف عن الأكل والشرب لساعات طويلة ذلك يدل على توافر الإرادة القوية لديه، مما يجعل الفرصة مواتية له أيضاً لاستخدام ذات الإرادة ويمنع نفسه عن الغيبة والنميمة في ساعات الإفطار، وهي أوقات اجتماعه مع أهله وأقاربه، ومن خلال ذلك يلزم نفسه بإيجاد مواضيع بديلة هادفة يتواصل بها مع الآخرين، ويستطيع أن يفعّل: قل خيراً أو أصمت». وشددت على أن رمضان فرصة لنا للتواصل اجتماعياً أكثر مع أقاربنا ومعارفنا ونعيش معنى صلة الأرحام، في وقت سهلت برامج التواصل الاجتماعي من التواصل الفعّال. وزادت «أتمنى بالمناسبة لو توقفنا عن بعض المسجات والروابط الهادمة وغير الهادفة في تلك البرامج».
السويلم، أوضحت أن رمضان وقت مبارك من خلاله نكسب بعض المفاهيم لتصبح عادات سلوكية جميلة لنا وللمحيطين بنا، مثل الأثر الطيب ونتذكر «أننا راحلون ويبقى الأثر»، وقالت: جميل أن تكون ذا أثر طيب مع بيئتك بكلمة طيبة، بعبارة شكر، بابتسامة، بصمت، أو بفعل يؤثر على الآخرين، فالصيام يدربنا على معنى الإرادة القوية ومفهوم الالتزام والإنجاز، فالتزامنا بالصيام والقيام والصلاة «التراويح» دليل واضح بأننا قادرون على إحداث التغيير للأفضل.